دعت السفارة الأمريكية في بغداد، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020، كافة رعاياها لمغادرة العراق على الفور بعد ساعات من مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي الشيعي في ضربة جوية أمريكية.
السفارة قالت في بيانها "نظراً لتصاعد التوترات في العراق والمنطقة تحث السفارة الأمريكية جميع الرعايا على الامتثال لإرشادات السفر في يناير/كانون الثاني 2020، ومغادرة العراق على الفور. يتعين على المواطنين الأمريكيين المغادرة جواً إذا أمكن ذلك وإن لم يتسن ذلك فعليهم السفر إلى بلدان أخرى براً".
جاء هذا القرار بعد ساعات من قيام القوات الأمريكية بشن غارة على مطار بغداد، أدت إلى مقتل سليماني، وعدد من قادة الحشد الشعبي، ما دفع المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، لتوعد الولايات المتحدة بـ"انتقام عنيف"، على العملية.
في الوقت ذاته نشرت وزارة الدفاع الأمريكية صوراً ومقطع فيديو لعملية نشر قوات أمريكية في منطقة عمليات القيادة المركزية على خلفية "تزايد مستوى تهديد الموظفين والمنشآت الأمريكية" بالعراق، حسبما ذكرت خدمة بث الأخبار المتعلقة بالجيش الأميركي "dvids".
كما أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء توجيهاته بتعزيز الموظفين العسكريين في السفارة الأميركية ببغداد، في حين اتهم إيران بتدبير اقتحام السفارة من قبل محتجين على القصف الأمريكي للحشد الشعبي.
وأعلن وزير الدفاع مارك أسبر نشر حوالي 750 جندياً بشكل فوري في الشرق الأوسط، رداً على الأحداث الأخيرة في العراق.
من شأن اغتيال سليماني أن يضع العراق في وضع حرج، حيث تبذل بغداد منذ سنوات قصارى جهدها للحفاظ على توازن في علاقاتها مع حليفيها الأمريكي والإيراني، في ظل التوتر المتصاعد بينهما وصولاً إلى مرحلة العداء الشديد حالياً.
يقول فيليب سميث، الخبير الأمريكي في الجماعات المسلحة الشيعية، إن اغتيال سليماني هو "أكبر عملية تصفية على الإطلاق تنفّذها الولايات المتحدة، أكبر من تلك التي قتلت فيها أبوبكر البغدادي أو أسامة بن لادن"، زعيمي تنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تأتي هذه التطورات على خلفية قيام عشرات المحتجين، الثلاثاء الماضي، باقتحام حرم السفارة الأمريكية في بغداد، وإضرام النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.
الاقتحام جاء رداً على غارات جوية أمريكية، يوم الأحد الماضي، استهدفت مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار(غرب)، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
سبق ذلك شن الولايات المتحدة ضربات جوية رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك (شمال).
يتهم مسؤولون أمريكيون إيران عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.