استنفرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وإسرائيل قواتها، اليوم الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020، عقب قتل واشنطن لقائد فيلق القدس السابق التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، في ضربة جوية خاطفة بالعاصمة العراقية بغداد.
وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، قالت إن "طائرات C-5 Galaxy التابعة لسلاح الجو الأمريكي والتي تعتبر أثقل طائرات النقل الجوي الاستراتيجي العابرة للقارات، في طريقها من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط".
من جانبه، قال نير دفوري من القناة 12 العبرية، إنّ "قطاراً جوياً من طائرات النقل الأمريكية في طريقه إلى الشرق الأوسط".
يوجد لدى الولايات المتحدة نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر بشركات نفط أجنبية، قولها إن العشرات من موظفيها من حملة الجنسية الأمريكية في مدينة البصرة النفطية العراقية يستعدون لمغادرة البلاد اليوم الجمعة.
كانت السفارة الأمريكية في بغداد قد ناشدت جميع المواطنين مغادرة العراق فوراً، وذلك بعد ساعات من قتل الولايات المتحدة لسليماني، والقيادي في قوات الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس في ضربة جوية.
مسؤولون نفطيون عراقيون إن "الإجلاء لن يؤثر على العمليات ولا الإنتاج أو الصادرات".
بريطانيا ترفع مستوى الاستعداد
بالتزامن مع ذلك، قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، اليوم الجمعة، إن بريطانيا شددت إجراءات الأمن، ورفعت مستوى الاستعداد في القواعد العسكرية بالشرق الأوسط، بعد أن قتلت الولايات المتحدة سليماني.
يوجد لدى بريطانيا حوالي 400 من العسكريين في العراق، يساعدون في أعمال التدريب في البلاد، ومعظمهم موجودون في قاعدة التاجي، شمالي بغداد.
متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قال رداً على سؤال حول تقرير الشبكة البريطانية، إن "أمن وسلامة جنودنا لهما أهمية قصوى ونضع إجراءات حماية قواتنا قيد المراجعة المستمرة. لا نعلق على إجراءات محددة لحماية القوات".
إسرائيل تتأهب
من جانبها، استنفرت إسرائيل وقطع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو زيارته إلى اليونان عقب مقتل سليماني.
السلطات أغلقت أيضاً منتجعاً إسرائيلياً للتزلج في الأراضي المُحتلة بالقرب من الحدود السورية، وسط مخاوف من قيام إيران بمهاجمة إسرائيل رداً على قتل سليماني.
موقع "تايمز أوف إسرائيل" قال إن الجيش الإسرائيلي أمر بإغلاق منتجع جبل الشيخ بمرتفعات الجولان "في ضوء تقييم الحالة"، كما دعا وزير الدفاع نفتالي بينيت لتقييم الوضع مع رؤساء مؤسسة الدفاع في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب.
كذلك ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزارة الخارجية قررت تعزيز الأمن في السفارات والبعثات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.
لم تعلن إسرائيل، أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أي رد فعل علني لمقتل سليماني وأبومهدي المهندس، القيادي بالحشد الشعبي الشيعي في بغداد.
وكالة رويترز قالت إن أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر في حكومة نتنياهو تلقوا تعليمات بعدم التعليق على عمليات اغتيال مسؤولين كبار وهو ما فسرته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه يهدف لمنع أي رد انتقامي من حلفاء لإيران في المنطقة.
ترقب حول الرد الإيراني
تأتي هذه الإجراءات في إطار الاستعداد لأي رد إيراني مُحتمل على مقتل سليماني الذي هز القادة السياسيين والعسكريين في إيران.
فليس واضحاً بعد شكل الرد الإيراني على اغتيال سليماني إذا تحولت تهديدات طهران إلى أفعال، وما إذا كانت إيران ستضرب قوات أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، أم ستكتفي بضرب مصالح غير عسكرية لواشنطن، أو تكتفي باستهداف حلفائها فقط في المنطقة.
وصف إيلان غولدنبرغ، الذي عمل على قضايا الشرق الأوسط في إدارة أوباما، عملية قتل سليماني بأنها "تغيير هائل في اللعبة" في المنطقة.
قال غولدنبرغ، الذي يعمل الآن باحثاً في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "سوف تسعى إيران للانتقام. قد يكون ذلك من خلال التصعيد في العراق أو لبنان أو الخليج أو أي مكان آخر. وقد تكون هناك محاولات لاستهداف مسؤولين أمريكيين كبار. وللأسف، أشك بشدة في أن تكون إدارة ترامب قد فكرت في الخطوة التالية أو تعرف ما الذي تفعله الآن لكي تتجنب حرباً إقليمية".
يشار إلى أن التوتر بين إيران وأمريكا ازداد في العراق مؤخراً، بعدما نفذت واشنطن، يوم الأحد الماضي، ضربة جوية استهدفت مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار (غرب)، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
جاء ذلك رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك (شمال).
يتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.