أدان المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، الاثنين 30 ديسمبر/كانون الأول 2019، قصف الولايات المتحدة قوات "الحشد الشعبي" في محافظة الأنبار غرب البلاد، داعياً إلى احترام سيادة العراق.
السيستاني يردُّ على قصف أمريكا قوات الحشد الشعبي في العراق
حيث قال بيان منسوب إلى مصدر مسؤول في مكتب المرجع الديني، نُشر على موقع السيستاني على الإنترنت، إن "المرجعية الدينية العليا تدين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية، وأدَّى الى استشهاد وجرح عدد كبير منهم".
أضاف البيان أن السيستاني "يشدد على أن من الضروري احترام السيادة العراقية، وعدم خرقها بذريعة الردِّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف".
تابع أن "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنيَّة بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوَّة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخُّل الآخرين في شؤونه الداخلية".
وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً من كتائب "حزب الله" العراقية
نادراً ما يصدر السيستاني تعليقات على تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية باستثناء أوقات الأزمات، وتحظى مواقفه باحترام شريحة واسعة من العراقيين، لا سيما الشيعة في وسط وجنوب البلاد.
كانت الولايات المتحدة قد شنت ضربات جوية على كتائب "حزب الله" العراقية، وهي أحد فصائل "الحشد الشعبي"، في محافظة الأنبار غرب العراق، وهو ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، الأحد، إن هذه الضربات تأتي رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام، قاعدة "كيه وان" في كركوك (شمال)؛ وهو ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي، وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.
لم توضح الوزارة الأمريكية كيف تم تنفيذ الضربات، في حين نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول عسكري أمريكي، أن الضربات جرى تنفيذها بمقاتلات من طراز "إف-15″، دون أن يذكر من أين انطلقت.
في المقابل يتهم الأمريكيون إيران باستهداف قواعدها في العراق
في حين يتهم مسؤولون أمريكيون إيران، من خلال وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية على قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان لبغداد، وسط مخاوف من تحوُّل العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.
في المقابل ينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.