أُرغمت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على الدفاع عن نفسها بعد حذف رسائل وبيانات من الهاتف الرسمي لها خلال توليها لوزارة الدفاع الألمانية، وقد أمسى الموضوع في قلب ما سمّته المعارضة البرلمانية الألمانية بالفضيحة السياسية التي اجتاحت وزارة الدفاع.
صحيفة Express البريطانية، قالت إنه لم يمض شهر على تولي فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة والحليفة المقربة للمستشارة أنجيلا ميركل، لمنصبها الجديد في رئاسة المفوضية الأوروبية. ورغم أن فون دير لين أكّدت أنها ليس لديها ما تخفيه، فإنّ لجنة برلمانية ألمانية تجري تحقيقات ذات صلة بها حالياً، ومن المقرر أن تمتثل لتقديم أدلة أمامها الشهر المقبل.
عقود مربحة لخبراء استشاريين خارجيين "دون مراقبة"
يتمحور الجدل الدائر حول الكيفية التي جرى بها منح عقود مربحة لخبراء استشاريين خارجيين دون مراقبة وتقييم مناسب، فضلاً عن الادعاءات بأن الصفقات قد تم تسهيلها من خلال شبكة من الاتصالات الشخصية، وفقاً لما ذكرته Politico.
كانت فون دير لاين التي تتعرض لانتقادات لاذعة من صحيفة Spiegel الألمانية بشأن هذا الأمر، قد أصرَّت على أنها لا تخفي شيئاً، مضيفةً: "لقد سلَّمت كلا الهاتفين المحمولين اللذين استخدمتهما خلال فترة خدمتي وزيرةً للدفاع".
"عليك أن تسأل هناك عما حدث لهما. الأجهزة مملوكة للوزارة، لذلك كان لا بد من إعادتها". وقالت إنها لم تعلم أي شيء عن حذف بيانات منها سوى "من الصحف"، مضيفةً: "لقد غادرت منصبي في الوزارة منذ 17 يوليو/تموز 2019".
تعتقد اللجنة البرلمانية التي تحقق في العقود، والتي من المقرر أن تستجوب فون دير لاين في 13 فبراير/شباط المقبل، أن الرسائل النصية على الجهاز قد تلقي الضوء على ما إذا كانت تعرف أي شيء عن الفضيحة".
قالت فون دير لاين لصحيفة Spiegel: "في رأيي، لا شيء يضيع، فالرسائل النصية مجرد وسيلة مناسبة للتواصل السريع". "لكن الوثائق والخطط يجري تسجيلها وإرسالها على نحو مختلف في الوزارات الفيدرالية". "وقد تسلمت لجنة التحقيقات ملفات ومواد تضم مئات الآلاف من الصفحات، من الوزارة، واستمعت إلى عشرات الشهود خلال عشرة أشهر". "دعونا ننتظر ونرى نتائج هذه التحقيقات".
أضافت فون دير لاين: "بطبيعة الحال، من حق المعارضة أن تتحرى في كل الاتجاهات، وأن تفترض أي افتراض، لكن في النهاية نتائج التحقيقات هي المهمة".
ما جعل الوزيرة السابقة في مواجهة "فضيحة حقيقية"
على الجانب الآخر، وصف توبياس ليندنر، النائب التابع لحزب الخضر وأحد أعضاء لجنة التحقيق، الوضع بأنه قد أصبح "فضيحة حقيقية". وأضاف: "علينا أن ننظر في احتمالات أن يكون المسؤولون قد دمّروا الأدلة. وهذا السلوك قد تكون له عواقب جنائية".
كما دعا ليندنر وزيرةَ الدفاع الحالية وزعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنغريت كرامب كارينباور، إلى "الخروج بنتائج واضحة"، وتسمية "المسؤولين عن هذه التصرفات غير المعقولة". وأضاف: "يتعيّن الآن على الوزارة إرسال جميع الرسائل النصية والرسائل القصيرة الأخرى ذات الصلة بالأدلة إلى لجنة التحقيق دون تأخير".
كان هانز أولاف هنكل، عضو البرلمان الأوروبي السابق عن ألمانيا، قد تحدّث إلى صحيفة Express.co.uk، في يوليو/تموز الماضي، في أعقاب ترشيح لاين لتحل محل جان كلود يونكر في رئاسة المفوضية الأوروبية، وأصدر تقييماً تضمّن انتقادات لاذعة لأدائها على نحو عامٍ خلال توليها لوزارة الدفاع.
إذ قال: "يكفيك التحري عن ردود فعل ضباط الجيش الألماني، البونديس فير، للحصول على صورة موضوعية عن أهليّتها: ثمة ارتياح كبير لخروجها من المنصب!". وأضاف: "فون دير لاين مسؤولة عن أكبر عملية نزع وتخفيض لتسلّح الجيش الألماني منذ هزيمته في الحربين العالميتين".
قال أيضاً: "الدبابات الألمانية لا تعمل، والطائرات الألمانية راقدة دون تحليق، وسفن البحرية الألمانية متعطّلة في الموانئ بسبب نقص الصيانة والأموال والموظفين".
كما أشار إلى أنه: "وبدلاً من ذلك، كانت أولويات فون دير لاين هي توفير رياض أطفال لرعاية أطفال الجنديات". وقال: "معنويات القوات الألمانية اليوم في أدنى مستوى لها على الإطلاق".