قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن المفاوضات لا تزال جارية مع إثيوبيا للوصول إلى حل توافقي بشأن أزمة سد النهضة، وما يجري الآن هو ما "يقوله المسؤولون من تصريحات حتى لا نفاجئ أحداً أو نخيف المواطنين بدون داع".
وأوضح أن حاجة مصر مصر للمياه لا تتعلق بالتنمية كما هو الحال مع إثيوبيا وإنما يتعلق بالحياة "والفرق كبير بينهما ونحن نقول كل شيء، وتصريحات المسؤولين في هذا الموضوع تعكس الحقيقة. التفاوض يجري بشكل سلس، وما نريده هو الوصول إلى حل موثق باتفاق ملزم لجميع الأطراف وبأقل الأضرار".
وأعلنت مصر، الأربعاء، تمسكها خلال مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بتمرير وتدفق 40 مليار متر مكعب سنوياً.
جاء ذلك في بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، رداً على وسائل إعلام إثيوبية قالت إن القاهرة سحبت مقترحيها بشأن "إطلاق إثيوبيا 40 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وتمديد فترة ملء السد للحفاظ على مستوى المياه في سد أسوان من الانخفاض والحد الأدنى هو 165 متراً".
قالت وزارة الموارد المائية إن بلادها تتمسك بالمقترح المقدم من جانبها بخصوص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وإنها تطالب بتمرير وتدفق ٤٠ مليار متر مكعب سنوياً من النيل الأزرق.
وأوضحت أن 40 مليار متر مكعب هو متوسط إيراد النيل الأزرق أثناء فترات الجفاف والجفاف الممتد، مثلما حدث خلال الفترة من ١٩٧٩ إلى ١٩٨٧.
فيما يطالب المقترح الإثيوبي بتمرير ٣٥ مليار متر مكعب سنوياً من النيل الأزرق، وذلك خلال فترات الملء فقط وخلال فترات الجفاف والجفاف الممتد.
ويمثل النيل الأزرق أحد روافد هضبتي الحبشة والبحيرات وهو رافد من أربعة روافد رئيسية تغذي نهر النيل.
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، اليوم، عن وزير المياه والري والطاقة سيليشي بيكيلي، قوله إن "مصر قد أزالت بالكامل الاقتراح السابق والذي ينص على أن إثيوبيا عليها إطلاق ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من المياه سنوياً".
وأضاف أن "مصر عرضت اقتراحاً جديداً وهو استمرار التدفق الطبيعي لنهر النيل، لكن إثيوبيا رفضت الاقتراح لأنه ينكر حقوق دول المنبع"، دون تفاصيل أكثر.
والإثنين، أعلنت أديس أبابا اكتمال 70% من أعمال مشروع سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، على أن يتم الانتهاء منه بشكل كامل عام 2023.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفق اجتماع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن على عقد 4 اجتماعات فنية، عقد ثلاثة منها والرابع ينتظر بأديس أبابا الشهر المقبل.
ويتخلل هذه الاجتماعات الأربعة اجتماعان تقييمان بواشنطن أحدهما تم في 9 ديسمبر والثاني يعقد في 13 يناير 2020.
وإذا لم يتم التوصل لاتفاق بحلول منتصف يناير المقبل يحق اللجوء لطلب الوساطة، والتي طالبت بها مصر مؤخراً، وفق مخرجات الاجتماع التأسيسي في واشنطن.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.