أقدم محتجون عراقيون غاضبون، فجر الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2019، على إضرام النار في مقار أحزاب شيعية بمحافظة الديوانية جنوبي العراق، بعد وفاة الناشط ثائر كريم الطيب، متأثراً بإصابته في انفجار استهدف اغتياله.
كان الناشطان علي حمزة المدني، وثائر كريم الطيب، قد تعرّضا لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة في سيارة كانا يستقلانها في الديوانية منذ 10 أيام؛ ما أدى لإصابتهما بجروح، بحسب بيان للمفوضية العليا لحقوق الإنسان.
وكالة الأناضول نقلت عن مصدر في الحراك الشعبي -لم تذكر اسمه- قوله إن "متظاهرين غاضبين أضرموا النيران في مقار تابعة لحزب الدعوة، وتيار الحكمة، ومنظمة بدر، وعصائب أهل الحق".
كذلك دعت تنسيقيات الحراك الشعبي في العراق إلى قطع الطرق الرئيسية في بغداد، رداً على وفاة الناشط الطيب.
وفي سياق متصل، قطع عشرات من المتظاهرين طريق سريع محمد القاسم، وسط بغداد، احتجاجاً على اغتيال الناشط، كما قطع متظاهرون في محافظة النجف عدداً من الطرق الرئيسية في المحافظة لذات السبب.
استهداف ممنهج للناشطين
يتعرض ناشطون في الاحتجاجات العراقية إلى هجمات منسقة، من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب في أماكن سرية، منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين، لكن وتيرة الهجمات التي استهدفت الناشطين تصاعدت بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي.
أما الحكومة فتعهدت مراراً بملاحقة المسؤولين عن هذه العمليات، لكن دون نتائج تذكر حتى الآن، وفقاً لوكالة الأناضول.
ناشطون اتهموا في وقت سابق مسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، بينما تقول الحكومة إنهم "طرف ثالث" دون تحديد هويته على وجه الدقة.
يُذكر أن العراق يشهد احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 497 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق أرقام لمفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
يمثل المحتجون الغالبية العظمى من الضحايا، وقد سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
كان المحتجون قد أجبروا حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة مطلع ديسمبر/كانون أول الجاري، ولا يزالون يصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.