قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب إجلاء سكان العاصمة الكورية الجنوبية سيول خلال اجتماع في مكتبه بالبيت الأبيض حين بلغت التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ذروتها، وفقاً لكتابٍ جديد عن علاقة ترامب بالجيش الأمريكي.
الكتاب الجديد -الذي يحمل اسم Trump and his Generals: The Cost of Chaos أو "ترامب وجنرالاته: تكلفة الفوضى"- يكشف فيه بيتر بيرغن، خبير الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، كذلك تفاصيل جديدة عن مطالب ترامب بإجلاء عائلات الجنود الأمريكيين الذين يعيشون في كوريا الجنوبية، وهو ما كان النظام الكوري الشمالي سيُفسِّره على أنه خطوة واضحة نحو الحرب. وتجدر الإشارة إلى أنَّ كبار المسؤولين تجاهلوا طلبات ترامب الطائشة في كلتا الحالتين.
هذا ومن المنتظر أن يُنشَر كتاب بيرغن، الذي يعد الأحدث في سلسلة روايات عن الأسلوب العشوائي للرئيس الأمريكي في إدارة قضايا الأمن القومي، اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول في الوقت الذي بدأت فيه التوترات بين واشنطن وبيونغ يانغ تتزايد مرة أخرى، بعد أكثر من 18 شهراً من حدوث انفراجة نسبية وعقد قمةٍ أولى بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. إذ تهدد القيادة الكورية الشمالية باستئناف تجارب الصواريخ، بينما تتأجَّج حرب التصريحات بين ترامب وكيم مرةً أخرى.
حرب كلامية لا تنتهي بين ترامب وكيم
كذلك أعاد ترامب استخدام لقب "رجل الصواريخ" الذي كان يُطلقه على كيم سابقاً. فيما أجرت كوريا الشمالية تجربة محرك صاروخي في موقعٍ كانت قد توقفت عن استخدامه منذ فترة طويلة، وفي يوم أمس الإثنين ديسمبر/كانون الأول، وصف مسؤول كبير في النظام الكوري الشمالي ترامب بأنه "رجل مُسن متهور وعشوائي".
لكنَّ مستوى العداء المتبادل ما زال بعيداً عن الذروة التي بلغها في عام 2017، حين ازدادت احتمالات اندلاع حرب بين الدولتين إلى أقصى درجة.
يتحدث بيرغن، نائب رئيس مركز New America البحثي، عن اجتماع أجراه ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض بشأن كوريا الشمالية في منتصف أبريل/نيسان من عام 2017، بعد سلسلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية. وكان كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب حاضرين في هذا الاجتماع، الذي وضعت فيه وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية نموذجاً لمنشأة كورية شمالية سرية بحجم طاولة القهوة، لتوضيح برامج النظام الكوري الشمالي السرية.
سيول تشغل بال ترامب
وفقاً لبيرغن، فقد عُرِض على ترامب كذلك صورة قمر صناعي لشبه الجزيرة الكورية في الليل كانت تُظهِر أضواء الصين وكوريا الجنوبية وبينهما ظلام كوريا الشمالية. حتى أنَّ ترامب ظن خطأً في البداية أن الفراغ المُظلم يشير إلى المحيط. وحين رأى الأضواء الساطعة لمدينة سيول على بعد حوالي 48 كيلومتراً فقط جنوب المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين، سأل قائلاً: "لماذا سيول قريبة للغاية من الحدود الكورية الشمالية؟".
تجدر الإشارة إلى أنَّ ترامب قيل له مراراً وتكراراً بأنَّ حرية التصرف الأمريكية ضد كوريا الشمالية مُقيَّدة بحقيقة أنَّ مدفعية النظام الكوري الشمالي يمكن أن تدك العاصمة الكورية الجنوبية رداً على أي هجوم، مما سيسفر عن خسائر جسيمة في أرواح سكانها البالغ عددهم 25 مليوناً.
لذا قال ترامب في الاجتماع: "يجب إجلاؤهم"، حسب ما ذكر بيرغن، الذي يضيف أنَّ مسؤولي ترامب كانوا غير متيقنين في البداية ممَّا إذا كان الرئيس الأمريكي يمزح. لكنَّ ترامب كرَّر الجملة: "يجب إجلاؤهم".