ذكرت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في الأسبوع الجاري، أن مجموعةً من الوثائق الداخلية المتعلقة بالحرب في أفغانستان كشفت أن المهمة الأمريكية هناك فشلت فشلاً ذريعاً، مما أدى إلى زيادة عدد القتلى في صفوف أفراد الجيش الأمريكي والمتعاقدين الأمريكيين، فضلاً عن عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين على مرِّ العقدين الماضيين، وفقاً لما نشره موقع Business Insider الأمريكي.
الوثائق الداخلية التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية كثفت التدقيق حول أحد أهم الإحصاءات التي تُقاس بها الحرب: عدد الجثث. إذ لقي أكثر من 2300 جندي أمريكي مصرعهم خلال الحرب، إلى جانب 1145 من جنود قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوات التحالف. وفي الوقت الحاضر، هناك حوالي 13 ألف جندي أمريكي في أفغانستان.
لكنَّ عدد قتلى الجنود من المرجَّح أن يتجاوزه عدد قتلى المتعاقدين الأمريكيين الذين أدوا بعضاً من أخطر وظائف الحرب سراً، والذين لم تشعر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قط بأنَّها ملزمةٌ بإبلاغ الأمريكيين بعدد حالات الوفاة في صفوفهم.
تقارير تكشف عن الإحصائيات الرسمية
إذ يُقدِّر مشروع "تكاليف الحرب" التابع لجامعة براون أنَّ العدد الحقيقي للوفيات يبلغ حوالي 3814 حالة. ويشير تقرير وزارة العمل إلى أنَّ 1774 متعاقداً مدنياً قد ماتوا في أفغانستان منذ بداية الحرب، لكنه اعترف بأنَّ هذه الحصيلة ليست هي "الإحصاءات الكاملة أو الرسمية عن إصابات المتعاقدين المدنيين أو وفياتهم".
صحيحٌ أنَّ معدل الوفاة في صفوف قوات الأمن الأفغانية هو الأعلى، إذ يبلغ حوالي 64124 حالة، لكنَّ الآلاف من المتعاقدين المدنيين الأمريكيين قُتِلوا على مرِّ الحرب. وتجدر الإشارة إلى أنَّ عدد المتعاقدين الإجمالي الحالي في أفغانستان يبلغ 24202 شخص، وفقاً لآخر تقرير صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، ولكن من بينهم 4191 فقط من أفراد الأمن. بينما يعمل حوالي 20 ألف متعاقد آخر في مجالات مثل الترجمة والنقل وتكنولوجيا المعلومات.
لكنه غير مكتمل
من جانبها، قالت نيتا كراوفورد، رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة بوسطن وعضوة إدارة برنامج تكاليف الحرب، لموقع Business Insider الأمريكي: "هذا تقدير تقريبي لعدد جميع المتعاقدين الأمريكيين الذين قُتلوا في مناطق الحرب المختلفة بناءً على تقارير وزارة العمل الأمريكية عن الوفيات. لا أدري ما إذا كان ذلك يُناقَش في تقارير وزارة الدفاع أو هيئة المفتش الخاص لإعادة إعمار أفغانستان. هناك ندرة في المعلومات، تماماً كمعلومات عدد القتلى من الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية".
فيما قالت جيسيكا ماكسويل، وهي متحدثة باسم البنتاغون، لموقع Business Insider: "حين يموت أحد المتعاقدين، يتولى أقرب أقربائه أو المنظمة التي كان يعمل لديها مهمة الإفصاح عن الاسم والمعلومات الأخرى"، مضيفاً: "نعرف الوفيات على أساس كل حالة على حدة، لكننا لا نتابع مستجدات الرقم الإجمالي". ومن جانبها لم ترد وزارة العمل على طلب من موقع Business Insider للتعليق على الأمر بحلول ظهر يوم أمس الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول.