قالت صحيفة The Washington Post، السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن قوات الأمن المصرية اعتقلت الصحفي شادي زلط الذي يعمل في موقع "مدى مصر"، الذي وصفته الصحيفة بأنه أحد آخر المنابر الإخبارية المستقلة في مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن اعتقال "زلط" جاء بعد أيام قليلة من كشف موقع "مدى مصر" عن قرار اتخذه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، يقضي بإبعاد ابنه محمود وإرساله في مهمة طويلة إلى روسيا، بسبب تصاعد نفوذه في البلاد، من خلال منصبه في المخابرات العامة، وما جلبه ذلك من انتقادات وضغط على السيسي.
وتم اعتقال "زلط" فجر يوم أمس السبت، عندما طرق 4 من عناصر الأمن باب منزله مع حلول الفجر، حيث يعيش مع زوجته وابنته، وكان العناصر يرتدون ملابس مدنية، وصادروا الحاسب المحمول الخاص بشادي وزوجته، ثم عادوا مرة أخرى وهم غاضبون وأخذوا هاتفته.
ونقلت الصحيفة تغريدة كتبتها سارة لي ويتسون، المديرة التنفيذية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، قالت فيها: "أخبار سيئة، اعتقل بلطجية الأمن المصريين محرر موقع مدى مصر، شادي زلط، من منزله، وهو ما يبدو أنه بداية هجمة حكومية على آخر موقع مستقل في البلد".
اعتقال في مكان مجهول
ونشر موقع "مدى مصر" بياناً، اليوم الأحد، قال فيه إن مكان احتجاز زلط ﻻ يزال غير معلوم، وأضاف أنه "رغم تأكيد القوة الأمنية، التي قبضت على شادي، لزوجته توجههم إلى مديرية أمن الجيزة، فإن محامي (مدى مصر) لم يستطع العثور عليه هناك. ولا يمكننا اعتبار ذلك سوى اختطاف".
وأشار الموقع إلى أن مصر تشهد أكبر حملة اعتقالات منذ وصول السيسي إلى سُدة الحكم، والتي ضمّت صحفيين وأكاديميين ورموزاً سياسية، وأضاف: "إننا نرى اعتقال زميلنا كتهديد لوجود مشروع (مدى مصر) كله".
ووصفت الصحيفة الأمريكية اعتقال "زلط" بأنه يمثل أحدث مؤشر على حملة القمع الواسع على الحريات بمصر، في عهد السيسي.
وبيّنت الصحيفة أنه منذ من سبتمبر/أيلول الماضي، ألقت الحكومة القبض على أكثر من 4400 شخص، من بينهم نشطاء وصحفيون، بل أطفال وبعض الأجانب، وفقاً لما أكده ناشطو حقوق الإنسان المحليين.
وانتقدت الصحيفة واقع حرية الصحافة في مصر، ونقلت عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، قولها إن مصر "تُصنف واحدة من أكثر الدول حبساً للصحفيين، قضى منهم في الحجز سنوات دون محاكمات".
وكانت السلطات المصرية قد حجبت موقع مدى مصر مع أكثر من 500 موقع آخر.
وأثار التقرير الذي نشره موقع "مدى مصر" عن استبعاد محمود السيسي من البلاد ضجة واسعة بين المصريين، ونقل الموقع عن مصدرين أمنيين، ومصدر حكومي، وآخر سياسي على اتصال بمقربين من دوائر السلطة، قولهم إن " قرار الإبعاد جاء بدفع من بعض الشخصيات المحيطة بالرئيس، فضلاً عن رؤية الإدارة أن محمود السيسي فشل في إدارة عدد من الملفات التي تولاها".
وخلال 4 سنوات فقط، قفز محمود السيسي سريعاً في المناصب عبر ترقيات استثنائية ليصل إلى رتبة عميد، وأُسند إليه منصب مدير المكتب الفني بالجهاز في أثناء تولي اللواء خالد فوزي إدارة جهاز المخابرات العامة.