تنعقد القمة الخليجية هذا العام في الرياض للعام الثاني على التوالي، وستعلن السعودية عن موعدها خلال أيام، وفق مسؤولين خليجيين رفيعي المستوى.
إذ أكد وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، لوكالة أنباء بلاده، السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، احتضان السعودية للقمة الخليجية المرتقبة.
وقال: "ننتظر أن تعلن السعودية خلال الأيام القادمة عن موعد قمة مجلس التعاون الخليجي، وهذه خطوة طيبة".
وأضاف أن المنطقة قادرة على حل مشاكلها بنفسها، منوها بالدور الذي تقوده الكويت في سبيل حل الأزمة الخليجية بين الإمارات والسعودية من ناحية وقطر من ناحية أخرى.
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، إن القمة الخليجية ستنعقد في الرياض لا أبوظبي، في رد على سؤال لمراسلة الجزيرة في واشنطن، وجد وقفي، عبر فيديو تضمّن السؤال والإجابة، نشرته عبر حسابها الموثق على تويتر.
ماذا عن توقعات انفراجة الأزمة الخليجية؟
وتحدث محللون في الأسابيع القليلة الماضية عن انفراجة قريبة في الأزمة الخليجية، قد تحصل خلال القمة، بعد فرض حصار شامل على قطر من قِبل السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، منذ عام 2017، بدعوى دعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة بشدة، معتبرةً أنه للسيطرة على قرارها السيادي.
وما عزز تلك الأنباء موافقة الاتحادات الكروية للسعودية والإمارات والبحرين على المشاركة في بطولة كأس الخليج (خليجي 24)، التي تحتضنها قطر، في الفترة ما بين 26 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي و8 ديسمبر/كانون الأول، بعد رفضهم المشاركة سابقاً.
والإثنين الماضي، قال نائب وزير الخارجية الكویتي خالد الجارالله، التي تقود بلاده وساطة، إن حل الأزمة الخليجية بعد مشاركات خليجي 24 "يسیر في الاتجاه الصحیح للوصول إلى النتائج الإیجابیة"، دون أن يحددها. وكشف عن أن "اجتماعات وزاریة عقدت في إطار التحضیر للقمة القادمة".
إلا أن رئيس وزراء قطر الأسبق، حمد بن جاسم آل ثاني، أكد في تغريدة كتبها، مساء الجمعة، عن الحاجة إلى سنوات لإعادة بناء الثقة بين دول المجلس التعاوني اقتراب المصالحة الخليجية.
إذ كتب: "الصلح المنتظر يحتاج إلى تقييم مدى الضرر من جميع الأطراف وأن يكون هذا الحل للأزمة والحصار الذي فرض علينا والذي أصاب المنطقة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً". مشيراً إلى ضرورة الاعتبار من الأضرار التي أصابت المنطقة كي لا تتكرر، مؤكداً أنه لم تؤد إلا إلى خلل في المجلس.
وتابع: "أنا مع الصلح غير المشروط والذي يحفظ كرامة وسيادة الدول ويجب أن يكون هناك بحث عميق من قبل أعضاء مجلس التعاون الذي جُمّد في هذا الخلاف والمنطقة في أشد الاحتياج لمثل هذا التكتل".
وبعد ساعات، هاجمه الأمير السعودي، عبدالرحمن بن مساعد، مدعياً أن أول أسباب اهتزاز الثقة بين دول المجلس هو التسجيل الخاص به مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، في تغريدة كتبها عبر حسابه على تويتر صباح السبت.
والسبت الماضي، حث رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية ديفيد جولدفين في مؤتمر بدبي، دول الخليج، على حل خلافاتها وتوحيد قدراتها العسكرية في ظل احتدام التوتر مع إيران.
القمة السابقة لم تحضرها قطر وعُمان والإمارات
واستضافت السعودية القمة السابقة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2018، بدلاً من سلطنة عُمان، التي اعتذرت عن عدم الاستضافة، وسط غياب 3 زعماء هم: أمير قطر، وسلطان عمان، ورئيس الإمارات، فيما كان من المتوقع أن تستضيف الإمارات القمة المقبلة.