قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن القوات الأمريكية لا تزال تنفذ دوريات مشتركة مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا في منطقة حدودية اتفقت أنقرة وواشنطن على إخلائها من الجماعة المسلحة.
وأبرمت تركيا اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، من "المنطقة الآمِنة" التي تعتزم إقامتها في شمال شرق سوريا.
"أمريكا لم تلتزم بالاتفاق"
وأبلغ أردوغان أيضاً الصحفيين في البرلمان أنه سيتخذ قراراً بشأن إن كان سيلتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن كما هو مقرر هذا الشهر بعد التحدث معه هاتفياً.
وفي حين قالت واشنطن وموسكو إن المقاتلين غادروا، أكد أردوغان أن هذا لم يحدث.
وقال أردوغان لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة إن مقاتلي وحدات حماية الشعب ما زالوا في تل رفعت ومنبج وشرقي رأس العين التي استهدفتها تركيا في عمليتها الأخيرة.
وأضاف أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
وقال الرئيس التركي: "أنَّى لنا أن نُفسر إجراء أمريكا دوريات (مشتركة) مع منظمات إرهابية في تلك المنطقة على الرغم من أنهم اتخذوا قراراً بالانسحاب؟. ليس هذا ما اتفقنا عليه".
دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا
في الوقت ذاته أعلنت مصادر عسكرية تركية استكمال الدورية البرية المشتركة الثانية بين القوات التركية والروسية شرق الفرات بسوريا، في إطار جهود تأسيس "المنطقة الآمنة".
ويأتي تسيير الدوريات المشتركة بموجب البند الخامس من الاتفاق التركي الروسي المبرم في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسيّرت الدورية البرية المشتركة برفقة طائرات بدون طيار، واستمرت لمدة ساعتين، وشملت المنطقة الواقعة بين شرق عين العرب وغرب تل أبيض.
وفي وقت سابق توجهت الدورية التركية المؤلفة من 4 مدرعات، من قضاء سوروج بولاية شانلي أورفة باتجاه الأراضي السورية، لتلتقي مع المركبات الروسية، من أجل بدء الدورية المشتركة الثانية.
وعقب استكمال الدورية عادت القافلة التركية إلى حدودها.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.