قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، الأحد، 3 نوفمبر/تشرين الثاني إن وفد لجنة الانتخابات المركزية، أبلغ حركته بموافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
محمود عباس يوافق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في فلسطين
جاء الإعلان عن ذلك على لسان إسماعيل هنية خلال مؤتمر صحفي عقدته حركة "حماس"، بمدينة غزة، عقب انتهاء اجتماعها مع وفد اللجنة الذي وصل القطاع، صباح الأحد، برئاسة حنا ناصر، رئيس اللجنة.
وأضاف إسماعيل هنية: "اليوم كان بمثابة استمرار للحوارات، لبناء المشهد الإيجابي الذي حصل في اللقاء السابق، وتلقينا من ناصر رداً من محمود عباس بالموافقة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكموقف شكل القاعدة الجامعة للموقف المشترك الذي سنعمل عليه".
وأكد أن حركته تتمسك بإجراء الانتخابات العامة في مدينة القدس أيضاً، إلى جانب قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال في هذا الصدد: "أكدنا أن تكون الانتخابات شاملة نبدأها بالرئاسية والتشريعية وصولاً إلى إعادة بناء المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبار ذلك استحقاقاً وطنياً داخل فلسطين وفي الشتات".
وكشف إسماعيل هنية عن ترحيب جامعة الدول العربية بهذه الخطوة
وقد بيّن إسماعيل هنية أن حركته خلال الاجتماع "استحضرت الكثير من الخطوط العامة، والتفاصيل التي عرضتها الفصائل من أجل تأمين عملية انتخابية ناجحة لتنطلق الانتخابات في ظل مناخ مريح".
وأوضح أن الحوارات مع لجنة الانتخابات مستمرة حتى يشعر الشعب أنه "أصبح فعلياً أمام بدء الانتخابات".
وأشار هنية إلى ترحيب بعض الدول الشقيقة (لم يسمّها)، وجامعة الدول العربية، بموقف حركته من الانتخابات.
ولفت إلى أن تلك الأطراف أبدت استعدادها لـ"تذليل أي عقبات، والمشاركة في عملية الرقابة على الانتخابات لضمان حريتها ونزاهتها".
بدوره، قال رئيس اللجنة، حنا ناصر، في كلمة له على هامش المؤتمر: "سائرون نحو الانتخابات، ولا يوجد مشاكل إلا وسنقوم بتذليلها بتوافق جميع القوى والفصائل".
فيما قال يحيى السنوار في غزة أنهم سيحمون مسار الانتخابات
في ذات السياق، قال زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، في كلمة له عقب انتهاء الاجتماع: "لن نسمح للاحتلال أن يعطل هذا المسار الكبير؛ لأن البقاء في هذا المأزق يخدمه".
وفي وقت سابق الأحد، وصل إلى غزة، وفد اللجنة برئاسة ناصر، برفقة المدير التنفيذي هشام كحيل، ونائبه أشرف الشعيبي، عبر معبر بيت حانون (إيرز)، للمرة الثانية خلال أسبوع.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، وصل وفد اللجنة إلى القطاع، في زيارة استمرت 3 أيام.
وعقد وفد اللجنة آنذاك، اجتماعاته مع حركة "حماس" والفصائل، تباحثوا خلالها حول إجراء الانتخابات التشريعية أولاً على أن يتبعها الانتخابات الرئاسية، بفارق زمني لا يزيد عن ثلاثة أشهر، حسب بيان سابق صدر عن اللجنة.
حركة "حماس"، أعلنت موافقتها على عدم تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو الموقف الذي كانت ترفضه سابقاً.
وتحكم "حماس"، قطاع غزة، فيما تدير حركة "فتح" التي يتزعمها عباس، الضفة الغربية، منذ بداية الانقسام الفلسطيني، عام 2007.
وعقدت آخر انتخابات رئاسية في 2005، بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية 2006.
كان هنية قد تواصل مع قادة عرب لبحث مسألة الانتخابات
حيث قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أجرى سلسلة اتصالات مع قادة ومسؤولين على المستوى العربي والدولي، لوضعهم في آخر التطورات السياسية الفلسطينية وموقف الحركة من إجراء الانتخابات العامة.
جاء ذلك في بيان صحفي صدر عن مكتب "هنية"، الخميس وقال البيان إن "هنية هاتف الأمين العام لجامعة الدول العربية (أحمد أبو الغيط)، ونائب وزير الخارجية الروسي، ووزير الخارجية القطري (محمد بن عبدالرحمن آل ثاني)، وقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية".
وأضاف: "استعرض هنية الموقف المسؤول الذي اتخذته حركته والقوى الفلسطينية باتجاه إجراء الانتخابات العامة".
واعتبر أن خطوة إجراء الانتخابات "منسجمة مع قناعات الحركة بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وبناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس الشراكة والخيارات الديمقراطية".
وأوضح البيان، أن حماس "أبدت مرونة كبيرة باتجاه تذليل إجراء هذه الانتخابات(..)، على أن تجرى الانتخابات بمستوياتها المختلفة تشريعية ورئاسية وصولاً إلى المجلس الوطني الفلسطيني، وكذلك بشموليتها المناطقية في الضفة والقطاع والقدس، مرتكزة إلى مصفوفة الاتفاقيات، وخاصة اتفاق القاهرة".
من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية أنه "سوف يرسل فرقاً للمشاركة في مراقبة العملية الانتخابية وضمان نزاهتها وشفافيتها"، وفق المصدر ذاته.
وعقدت الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، الإثنين، اجتماعاً مع وفد لجنة الانتخابات المركزية برئاسة حنّا ناصر في قطاع غزة، لمناقشة مواقفها من الدعوة للانتخابات العامة التي أطلقها الرئيس محمود عباس من منبر الأمم المتحدة يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وانتهى الاجتماع بإعلان الفصائل عن موافقتها على إجراء الانتخابات الشاملة "التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني"، مع عدم معارضتها لعدم تزامن الجولات الانتخابية.
وجرت آخر انتخابات برلمانية فلسطينية، في عام 2006 وفازت فيها حركة حماس، بأغلبية المقاعد، بينما جرت آخر انتخابات رئاسية عام 2005.