قال إيجور سيتشن، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية، إن هجمات سبتمبر/أيلول على أصول نفطية سعودية أثارت شكوكاً بشأن وضع المملكة كمورّد للنفط يُعول عليه.
وأبلغ سيتشن مؤتمراً، الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن الهجمات التي أوقفت مؤقتاً حوالي نصف إنتاج المملكة من النفط، أوجدت "دافعاً لإعادة النظر في دور السعودية كمورّد للنفط يعوَّل عليه دون أدنى شك".
ورئيس روسنفت حليف مقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأحد الأطراف الرئيسية في موسكو، في الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط.
وقال سيتشن إنّ التحركات العسكرية الروسية أجبرت بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الفرار من سوريا إلى بلدان أخرى، منها العراق، مضيفاً أن أولئك المقاتلين ربما يكونون قد نفَّذوا الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط السعوديتين.
وأضاف: "تدمير تنظيم الدولة الإسلامية مهم، وليس فقط في سوريا، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة".
ولم يقدم أي أدلة تدعم تصريحاته بشأن الهجوم على موقعي النفط السعوديين.
هجمات أرامكو أشبه بـ "حرب صغيرة"
كان الهجوم على منشآت شركة أرامكو أشبه في تأثيره بحرب صغيرة، حيث أدَّى الهجوم إلى تخفيض إنتاج أرامكو بمعدل يبلغ 5.7 مليون برميل، أي فقدت المملكة أكثر من نصف معدلها الطبيعي من إنتاج النفط.
ففجأة، وجدت شركة أرامكو النفطية السعودية نفسَها في قلب المعركة، سواء بين إيران وأمريكا، أو المحتدمة بين الحوثيين والسعودية في اليمن، وباتت أكبر شركة نفطية في العالم هدفاً لضربات متوالية.
فقد تعطَّل إنتاج وتصدير النفط بالسعودية بعد تعرّض معملين كبيرين لأرامكو لهجمات بطائرات مسيرة، أحدهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم. وقال مصدران، إن الهجوم أثَّر على إنتاج يشكل نحو 5% من إمدادات النفط العالمية.
وتسبَّب الهجوم الذي استهدف بقيق وخريص في اشتعال عدد من الحرائق، لكن المملكة قالت فيما بعد إنها تمكّنت من السيطرة عليها.
وللبقيق دور محوري في أعمال "أرامكو" اليومية، بوصفها أكبر مرفق لمعالجة الزيت وتركيز النفط الخام في العالم أيضاً.
وأنتجت الشركة 10.3 مليون برميل يومياً من النفط، في العام الماضي، مستفيدة من أقل تكلفة في العالم لإنتاج الخام، وهي 2.8 دولار للبرميل، وفقاً لوثائق من الشركة. وأنتجت أيضاً 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يومياً.
خسائر فاقت ما حدث أثناء الحروب
وحتى خلال الحروب المختلفة في الخليج لم يتأثر الإنتاج السعودي النفطي بهذا الشكل.
وتسبب الهجوم في قفزة هائلة في أسعار النفط؛ إذ سجل خام برنت، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم، منذ بداية حرب الخليج في عام 1991، بعدما أدى هجوم على منشأتي النفط في السعودية إلى توقف إنتاج ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية.
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت ما يصل إلى 19.5% إلى 71.95 دولار للبرميل، خلال تعاملات أمس، في أكبر مكسب منذ 14 يناير/كانون الثاني 1991. وبحلول الساعة 0343 بتوقيت غرينتش ارتفع عقد الشهر المقبل إلى 66.20 دولار للبرميل، بزيادة 5.98 دولار أو 9.9%، مقارنة بالإغلاق السابق.
وهوت الأسهم السعودية 2.3% يوم الأحد، بعد الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط بالمملكة في اليوم السابق، ليتوقف أكثر من نصف إنتاجها.