قال رجل الأعمال والفنان المصري محمد علي، إن لديه "خطة ستدهش العالم"، حيث تعهد بأن يواصل العمل حتى الإطاحة بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيراً إلى أن السلطات "أخذت منه من جنسيته".
جاء ذلك في مقابلة جديدة أجراها عليّ مع صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وعبّر فيها عن أنه في حالة "من الصدمة" بعدما شاهد أثر الفيديوهات التي نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك" والتي أدت إلى خروج تظاهرات نادرة مطالِبة برحيل السيسي.
وقال علي إنه بعدما شاهد الأثر الكبير لمقاطع الفيديو، أصبح يشعر بحس من المسؤولية الشخصية للقتال من "أجل الإطاحة بنظام عبدالفتاح السيسي"، قائلاً للصحيفة البريطانية إن "المعركة ضد السيسي ستدخل مرحلة جديدة"، وإن لديه "خطة سرية ستدهش العالم".
وكان علي قد قال في مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية، إن "الجولة القادمة ستكون حاسمة في اللعبة بينه وبين الرئيس المصري"، دون أن يكشف عن تفاصيل خطته القادمة.
التعاون مع الآخرين
وقال باتريك وينتور مراسل الصحيفة البريطانية، إن عليّ كان مشغولاً برياضة كمال الأجسام ولم يتلق تعليماً في الجامعة، ولا يتظاهر بأنه رجل سياسي عارف.
ونقلت الصحيفة عن علي، قوله: "أنا في حالة من الصدمة ولا أفهم أي شيء ولم أتوقع حدوث هذا، ولم يكن لدي كثير من المتابعين على فيسبوك، وظننت أن عدداً قليلاً سيتابع هذه الفيديوهات، ولكنها انتشرت ووصلتني رسائل من مصر تقول: أنت أملنا".
وأضاف: "هذا عبء علي، وهناك ناس في السجن ويعذَّبون، وهناك من سُجنوا لأن هواتفهم تشير الى مشاهدتهم أشرطة الفيديو التي نشرتها".
وبعدما فشلت دعواته بدفع الناس إلى التظاهر، قال إنه أُجبر على تغيير مساره، وأضاف: "كنت أفكر سابقاً أنني أستطيع عمل هذا بنفسي، ولكنني أتحدث الآن للمعارضين السياسيين ومعي عقول أخرى، ولا أحد يستطيع النجاح بنفسه".
ولفت إلى أن المعارضة المحاصَرة ضغطت عليه لتوضيح خطته للبلاد، وأنه قال رداً على ذلك: "أريد أن تكون مصر مثل أوروبا، لو كنت تريد الصلاة فصلِّ، ولو كنت تريد الذهاب للنادي فاذهب للنادي. كن حراً، هل لديك مشكلة مع هذا؟ قالوا: لا، وأول مبدأ في الدستور هو أن يقرر الشعب من خلال الانتخابات".
وتحدث علي -وهو مقاول عمل مع الجيش لتنفيذ مشاريع للمؤسسة العسكرية- عن أن عدداً من الضباط الصغار في الجيش المصري يدعمون دعوته للتخلص من الفساد.
وأوضح أنه يعيش في حالة من الخوف، خشية ملاحقة السلطات المصرية له، بسبب الفيديوهات التي كشف فيها عن فساد كبير في الجيش، وإهدار للمال العام على مشاريع طُلب تنفيذها من أجل الرئيس المصري وعائلته، كبناء قصور رئاسية وفيلات لهم.
التواصل مع المعارضة
وقال أيضاً لـThe Guardian إنه يلعب الآن دوراً في توحيد قوى المعارضة المصرية، وتشكيل قوة قادرة على الإطاحة بالسيسي، دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل حول ذلك.
لكنه أشار إلى رفضه دعوات المعارضة للانضمام إليها في قطر وإسطنبول، وقال إنه يفضل البقاء في إسبانيا.
وكشف علي أنه دعا الكونغرس الأمريكي إلى التحقيق في المساعدات الأمريكية التي قُدمت لمصر على مدى العقود الماضية، والتي تزيد على 70 مليار دولار، والطريقة التي أنفقتها الدولة المصرية.
وقال إن ترامب "سمح للسيسي بأن يسرق المال الأمريكي بالطريقة التي يريدها"، واصفاً الأمر بأنه مثل "فيلم كوميدي".
وتحدثت الصحيفة البريطانية عن الانتشار الواسع لفيديوهات محمد علي، وقالت إنه تمت مشاركتها بالملايين على مواقع التواصل، وإنها أدت إلى خروج تظاهرات في الشوارع "هزت كيان النظام ولو لفترة قصيرة".
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئاسة المصرية لم تردّ على أسئلة منها حول ما قاله محمد علي، لكنها أشارت إلى أن السيسي نفى ارتكابه أخطاء وأنه "صادق وأمين".
ويواجه الآن معضلة المنفى السياسي حيث جُرد من جنسيته، وفقاً للصحيفة البريطانية، وقال علي: "لقد أخذوا جنسيتي مني وينتهي جوازي بعد عام، ولو قدمت طلب لجوء سياسي فعليَّ البقاء هنا مدة طويلة وألا أسافر"، وتحدث عن أن الموالين للسيسي وضعوا جائزة على رأسه وهددوه.
وأعرب علي عن مخاوفه من دفع شخص ما إلى قتله بطلب من السلطات المصرية.