قالت مصر، الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنها قبلت دعوة أمريكية لاجتماع يشارك فيه وزراء خارجية لبحث مشروع سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل ويثير نزاعاً متنامياً بين البلدين الإفريقيين.
جاء التحرك الأمريكي بعد أيام من طلب القاهرة من واشنطن القيام بدور فعال في هذه الأزمة، وذلك بعد وصول المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود.
لكن أديس أبابا كانت قد أعلنت في وقت سابق رفضها تدخل أي طرف رابع في أزمة مشروع سد النهضة، وذلك بعد مطالب عديدة من مصر بضرورة التدخل الدولي لحل الأزمة، وذلك نتيجة تخوفها من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، 55 مليار متر مكعب.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن اجتماع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، وهي البلدان الثلاثة المتأثرة مباشرة بالمشروع، سيعقد في واشنطن، وذلك دون أن تحدد موعده وما إذا كانت الخرطوم وأديس أبابا قد قبلتا الدعوة.
مصر تشعر بالقلق بعد وصول المفاوضات لطريق مسدود
وقالت الوزارة في البيان: "تلقت مصر دعوة من الإدارة الأمريكية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن؛ وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور".
وتشعر مصر بقلق من احتمال أن يؤثر سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا قرب حدودها مع السودان على مواردها الشحيحة بالفعل من مياه النيل التي تعتمد عليها بشكل شبه كامل.
وبعد سنوات من محادثات ثلاثية مع إثيوبيا والسودان، قالت مصر إنها استنفدت الجهود الرامية للتوصل إلى معاهدة على شروط تشغيل وملء خزان السد.
وتقول إثيوبيا إن السد سيقوم بدور حاسم في تنميتها الاقتصادية، ونفت أن تكون المحادثات قد جمدت، متهمة مصر بأنها تحاول التهرب من المفاوضات.
تصريحات مثيرة لآبي أحمد تصدم مصر
وقال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، أمس الثلاثاء، إن بلاده لن تتوقف عن بناء السد.
وأثار أبي، الذي فاز بجائزة نوبل هذا الشهر لدوره في صنع السلام مع إريتريا بعد عداء طويل، احتمال نشوب حرب بسبب المشروع قائلا "إذا كنا سنحارب… فإننا نستطيع نشر ملايين كثيرة (من المقاتلين). لكن الحرب ليست حلا".
وانتقدت مصر تعليقات أبي ووصفتها بأنها "غير مقبولة".
وقالت وزارة الخارجية المصرية "عبرت مصر عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي".
ومن المتوقع أن يجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس وزراء إثيوبيا في قمة روسية-أفريقية هذا الأسبوع. واقترحت مصر الاحتكام لوسيط خارجي قد يكون البنك الدولي أو الولايات المتحدة لحل النزاع.
وكانت إثيوبيا رفضت الوساطة في السابق.