يعتزم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين وصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره البارز جاريد كوشنر حضور مؤتمر "دافوس الصحراء" لهذا العام، وهو مؤتمر اقتصادي سعودي لم تشارك به الولايات المتحدة والكثيرون غيرها العام الماضي، وذلك بسبب قيام دبلوماسيين سعوديون بقتل الكاتب بصحيفة The Washington Post الأمريكية جمال خاشقجي.
وبحسب موقع Quartz الأمريكي، فقد حجزت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً 45 غرفة بفندق برج رافال في الرياض دعماً لـ "كبار كبار الزوار" المشاركين في ثالث نسخة من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السنوي بالمملكة، وهو الاسم الرسمي الذي يُعرَف به المؤتمر.
وكان خاشقجي، وهو مواطن سعودي عاش في الولايات المتحدة، مُنتقِداً عالي الصوت للمملكة وحاكمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان.
إدارة ترامب لم تحاسب أي شخص على الجريمة
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، استدرج عملاء أمنيون سعوديون خاشقجي إلى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية. وتعرَّض بعد ذلك للقتل وقُطِّعَت أوصال جثته.
وتقول خطيبة خاشقجي السابقة، خديجة جنكيز، إنَّ إدارة ترامب لم تحاسب أي شخص على الجريمة. وقد التقت بمُشرِّعين أمريكيين الأسبوع الماضي في مبنى الكونغرس، وهناك طلبت منهم بذل المزيد لضمان أن يواجه السعوديون "تبعات حقيقية" لقاء قتل خاشقجي.
وتفيد تقارير بأنَّ أعضاء بعينهم في مجتمع الأعمال مترددون للغاية في تقرير حضورهم المؤتمر من عدمه.
ففي حين قرَّرت أسماء كبرى بوادي السيليكون من جديد عدم المشاركة، أكَّد أكثر من 150 آخرين من المديريين التنفيذيين العالميين –الذين قرَّر الكثيرون منهم عدم المشاركة العام الفائت بسبب مقتل خاشقجي- حضورهم، بما في ذلك ممثلين عن مصرفي غولدمان ساكس وجي بي مورغان تشيس، ومجموعة Citigroup، وشركة BlackRock، وذلك بحسب قائمة للضيوف اطلعت عليها صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وسيحضر هؤلاء على الرغم من أنَّه لم يتم عمل الكثير من أجل محاكمة أولئك المسؤولين عن جريمة القتل.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيانٍ لها مؤخراً إنَّ السعوديين لم يحققوا بجدية في الجريمة، بل في الواقع "عرقلوا إجراء عملية محاسبة حقيقية في مقتل خاشقجي".
ووفقاً للمنظمة غير الهادفة للربح، فإنَّ الحكومة "رفضت التعاون مع تحقيقٍ تقوده مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالإعدامات خارج نطاق القضاء"، فيما تواصل السلطات السعودية "حملتها القمعية الساحقة ضد المعارضين والنشطاء".
وجهة نظر المشاركين في المؤتمر
وفي غضون ذلك، دافع بعض المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية عن خيارهم التعامل مع المملكة.
فكتب لاري فينغ، الرئيس التنفيذي لشركة BlackRock، في مدونة في مايو/أيار الماضي: "كثيراً ما تريد الشركات العالمية العاملة في السعودية اليوم أن تعمل بعيداً عن الأعين لتجنُّب الحديث عن أعمالها هناك. لكنَّني مؤمنٌ بالعكس تماماً. فعلى قادة الشركات إجراء حوار علني بشأن الأمر. ليس لأن كل شيء في السعودية مثالي، لكن بالتحديد لأن كل شيء هناك ليس مثالياً".
ووفقاً لبيانات وزارة الخارجية، فعلى ما يبدو أنَّ فندق برج رافال لم يكن خيار منوتشين وكوشنر الأول من أجل الإقامة في السعودية. فالمؤتمر يجري في فندق ريتز كارلتون، لكنَّ السعوديين رفضوا السماح بإقامة وفد منوتشين وكوشنر في الفندق.
فتذكر البيانات أنَّ "حكومة المملكة العربية السعودية تدير فندق ريتز كارلتون، حيث سيشارك الزائرون بالمؤتمر، ولم تسمح لوفدنا باستخدام الفندق".
ولم يرد البيت الأبيض على طلبٍ من أجل التعليق على الأمر، وكذلك فعلت السفارة السعودية بواشنطن.