توصلت تركيا وروسيا، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى اتفاق جديد حول شمالي سوريا، يقضي بنشر دوريات مشتركة عند الحدود، ومنح القوات الكردية مهلة جديدة للانسحاب من مواقع تسيطر عليها.
وتضمَّن الاتفاق 10 بنود، وسيبدأ تطبيقه ظهر غدٍ الأربعاء، وتم الإعلان عنه من قبل وزيري خارجية البلدين، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي، بعد لقاء بين الجانبين استمر لساعات.
وتنص بنود الاتفاق على ما يلي:
1- يجدد الجانبان التزامهما بالحفاظ على الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها وحماية الأمن القومي لتركيا.
2- يؤكد الجانبان عزمهما مكافحة الإرهاب في كل أشكاله وصوره وتخريب الأجندات الانفصالية في الأرض السورية.
3- في إطار العمل هذا، سيتم الإبقاء على لوضع القائم في المنطقة التي تشملها عملية "نبع السلام" بعمق 32 كلم، والتي تتضمن تل أبيض ورأس العين.
4- يجدد الجانبان التأكيد على أهمية اتفاق أضنة، وروسيا سوف تسهل تطبيق الاتفاق في الظروف الحالية.
(اتفاق أضنة تم توقيعه بين سوريا وتركيا عام 1998، والذي يعطي لأنقرة حق "ملاحقة الإرهابيين" في الداخل السوري حتى عمق 5 كم، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرّض أمنها القومي للخطر).
5- ابتداءً من الساعة 12.00 ظهراً يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، ستدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري الجانب السوري من الحدود التركية السورية، خارج منطقة عملية نبع السلام، لتسهيل إخراج عناصر وحدات حماية الشعب وأسلحتها إلى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، الذي ينبغي الانتهاء منه في غضون 150 ساعة.
وفي ذلك الوقت، سيبدأ انطلاق دوريات روسية تركية مشتركة في غرب وشرق منطقة عملية نبع السلام بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.
6- سيجري إخراج جميع عناصر الوحدات الكردية وأسلحتهم من منبج، وتل رفعت (غرب الفرات)
7- كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.
8- ستبدأ جهود مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين بطريقة آمنة وطوعية.
9- سيجري تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.
10- سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانة وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.
"تفاهم تاريخي"
وكان الرئيس التركي أردوغان، قد قال خلال المؤتمر الصحفي إن بلاده "أبرمت تفاهماً تاريخياً مع بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب، وضمان وحدة أراضي سوريا، ووحدتها السياسية، وعودة اللاجئين".
وأكد أردوغان على أن القوات الكردية ستنسحب من مدينتي منبج وتل رفعت الواقعتين غرب نهر الفرات، لافتاً في ذات الوقت إلى أن أنقرة وموسكو ستعملان معاً على مشاريع من شأنها "تسهيل تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين".
ولفت إلى أن تركيا تستضيف 3 ملايين و650 ألف سوري، بينهم 350 ألف كردي، وقال: "علينا اتخاذ خطوات تنهي معاناة البعد عن الوطن".
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تتفهم الهواجس الأمنية لتركيا، واتخاذها خطوات باتجاه حماية أمنها القومي.
وأضاف بوتين أن "القرار الذي اتخذ بعد عمل طويل مع الرئيس أردوغان سيحل المشكلة على الحدود السورية مع تركيا"، معتبراً أن "تحقيق استقرار دائم في سوريا لن يتحقق إلا من خلال احترام وحدة أراضيها".
وتابع قائلاً: "الأتراك والسوريون سيضمنون السلام والاستقرار في المنطقة معا، ولكن إذا لم يكن هناك احترام متبادل، فلن يكون ذلك متاحا".
وأشار إلى أنه ناقش مع أردوغان المساعدات الانسانية أيضاً، مشددا على ضرورة تأمين عودة اللاجئين إلى وطنهم بأسرع وقت.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن القوات الكردية حصلت على مهلة 150 ساعة للانسحاب، مشيراً أنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، اعتباراً من منتصف ليل 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، خارج منطقة العمليات العسكرية التركية.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وقالت أنقرة إنها تهدف لطرد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووحدات "حماية الشعب" الكردية.
كما تهدف العملية أيضاً -بحسب تركيا- إلى "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإقامة منطقة آمنة لإعادة مليوني لاجئ سوري إليها".