مسؤول كبير يكشف كواليس مفاوضات أردوغان وبنس لتعليق العملية التركية بسوريا

كشف مسؤول تركي كبير عن جانب من النقاشات التي دارت في اجتماع الرئيس رجب طيب أردوغان، ومايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، التي أفضت في النهاية إلى تعليق العملية التي بدأتها تركيا في شمالي سوريا لإبعاد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية عن الحدود.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/19 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/19 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
نقاط اختلاف كبيرة كانت بين تركيا وأمريكا قبل التوصل إلى اتفاق بشأن العملية العسكرية - رويترز

كشف مسؤول تركي كبير عن جانب من النقاشات التي دارت في اجتماع الرئيس رجب طيب أردوغان، ومايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، التي أفضت في النهاية إلى تعليق العملية التي بدأتها تركيا في شمالي سوريا لإبعاد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية عن الحدود. 

وقال المسؤول في تصريحات لوكالة رويترز إنَّ الاتفاق المفاجئ لتعليق العملية التركية كان متوقفاً على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن توافق واشنطن على وضع حدٍّ زمني لأي وقف لإطلاق النار.

بداية صعبة للاجتماع

وكان بنس قد أعلن عن توقف العملية العسكرية التركية لمدة خمسة أيام، وذلك بعد محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات في القصر الرئاسي في أنقرة، يوم الخميس الماضي.

وتم الاتفاق بين الطرفين على 13 بنداً، من بينها أن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب القوات الكردية.

وعلى الرغم من البداية القاتمة للاجتماع، يقول مسؤولون من الجانبين إنه كان قد تم بالفعل إعداد مسودة اتفاق قبل المحادثات، غير أن عقبات كبيرة ظلّت قائمة في طريق الاتفاق على وقف الهجوم.

وكان الهدف من المباحثات تجنُّب حدوث موجات كبيرة من النزوح، لاسيما أن 200 ألف شخص تركوا منازلهم منذ بدء العملية، وفقاً لوكالة رويترز. 

كما هدفت المحادثات إلى تهدئة القلق الأمني بشأن مصير الآلاف من أسرى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذين تحرسهم وحدات "حماية الشعب" الكردية.

وكان على المحك أيضاً العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة، حيث دفعت الخلافات بين العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السياسة تجاه سوريا وروسيا، الرئيسَ الأمريكي ترامب إلى إعلان فرض عقوبات، والتهديد بتدمير الاقتصاد التركي.

خلاف على مدة الهدنة

وقال المسؤول لرويترز -دون أن تكشف عن اسمه- "كان واضحاً أنّ محادثات بنس في تركيا لن تكون سهلة".

وحتى قبل هبوط طائرته في أنقرة كانت تركيا قد رفضت دعوة بنس إلى وقف إطلاق النار، ما لم توافق القوات الكردية على الانسحاب من "منطقة آمنة" بعمق 20 ميلاً على طول الحدود. 

وقال المسؤول التركي الكبير: "كانت هناك خلافات كثيرة في المحادثات، لكن القضية الأساسية كانت إصرار تركيا على ألا تكون الهدنة مفتوحة المدة".

وأضاف "النقطة الحاسمة في الاجتماع كانت عندما طلب أردوغان تحديد موعد نهائي إذا أرادوا توقف العمليات".

وذكر المسؤول أن أردوغان قال "يمكن أن تكون 24 أو 48 ساعة. وقال بنس إن ذلك إطار زمني قصير للغاية، وإنه لا يمكنه اتخاذ هذا القرار بنفسه".

ومع رفض الرئيس التركي تقديم تنازلات، نوقشت المسألة في اجتماع ثانٍ موسع.

وقال المسؤول: "بعد مناقشات تم الاتفاق على مهلة مدتها 120 ساعة، بمجرد تسوية هذه المسألة سرعان ما تحقّق تقدُّم بشأن القضايا الأخرى".

كذلك نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إنه "في مرحلة ما سأل أردوغان عن المدة التي ستستغرقها وحدات حماية الشعب للانسحاب، ونحن (الوفد الأمريكي) اعتبرنا ذلك بصيص أمل في أن الأتراك مستعدون لإبرام اتفاق".

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية أطلق عليها اسم "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وقال إنها موجّهة ضد وحدات "حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب في أمريكا، وأوروبا وتركيا. 

وقالت تركيا في وقت سابق إن هدف العملية العسكرية هو القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها. 

تحميل المزيد