تستعين شركة أمنية إماراتية بضباط سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية، للعمل لديها برواتب ضخمة للغاية، تصل إلى مليون دولار في السنة، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية.
ونقل موقع "الجزيرة.نت" عن الصحيفة، الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن تحقيقات كشفت أن شركة "دارك ماتر" تعمل لحساب المخابرات الإماراتية، في ملاحقة الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الغربيين.
ويوجد لدى الشركة الإماراتية مكتب في قبرص يعمل به عدد من مطوري البرمجيات الإسرائيليين، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر في قطاع الاستخبارات السيبرانية الإسرائيلي، أن هذا "تهريب فعلي للملكية الفكرية الإسرائيلية دون أي إشراف من وكالة الرقابة على الصادرات التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية".
إسرائيل قلقة
وذكرت "هآرتس" أن هذا الموضوع يُقلق المؤسسة الاستخباراتية في إسرائيل، وقالت إن عديداً من الضباط التحقوا بالشركة الإماراتية مع كل ما يتبع ذلك من مخاوف من انتقال الخبرات والأسرار الأمنية الإسرائيلية إلى جهات أجنبية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى تقرير نشرته صحيفة The New York Times في مارس/آذار الماضي، وتحدثت فيه عن مغادرة موظفين تابعين للمخابرات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن مكتب الإحصاء الوطني اكتشف أنهم ذهبوا جميعاً إلى قبرص، حيث عملوا في منشأة أبحاث بمبنى تملكه شركة تابعة لشركة "دارك ماتر".
وبحسب "هآرتس"، فإن شركة "دارك ماتر" يقودها فيصل البنّاي، الذي أسس أيضاً شركة أكسيوم تليكوم -وهي أحد أكبر بائعي الهواتف المحمولة بالخليج- ووالده جنرال في الجيش الإماراتي.
وتشير صفحة الشركة على موقع "لينكد إن"، إلى أنها تضم 650 شخصاً، ولها مكاتب في فنلندا وقبرص وسنغافورة ودول أخرى، ويقدَّر حجم مبيعاتها بمئات الملايين من الدولارات.
وقالت "هآرتس" إن وكالة رويترز ذكرت سابقاً أن البناي زار إسرائيل عدة مرات للأعمال، والتقى مسؤولين تنفيذيين في الأمن السيبراني الإسرائيلي.
وتنقل الصحيفة الإسرائيلية عن مصدرها أن آخر زيارة للبناي كانت على الأغلب في الصيف الماضي، وحظي بمرافقة من مسؤولين بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
تجسس على حكومات ومعارضين
وفي فبراير/شباط الماضي، واجهت الإمارات اتهامات بالتجسس، بعدما خلص تحقيق أجرته وكالة رويترز، إلى أن أبوظبي استخدمت مجموعة من المتعاقدين الأمريكيين في مجال المخابرات للمساعدة في عمليات تسلل إلكتروني، لاستهداف حكومات منافسة ومعارضين ونشطاء حقوقيين.
وشكَّل المتعاقدون، وهُم ضباط مخابرات سابقون، الجانب الرئيسي من برنامج تجسس يدعى "مشروع ريفين".
وذكر ضباط سابقون ووثائق للبرنامج اطلعت عليها رويترز، أن المشروع استهدف أيضاً الأمريكيين وهواتف آيفون الخاصة بموظفي سفارات فرنسا وأستراليا وبريطانيا.
وتحدَّث تحقيق "رويترز" الموسَّع أيضاً عن تورُّط الإمارات في تجنيد عملاء سابقين بوكالة الأمن القومي الأمريكي والاستخبارات الأمريكية، لأغراض التجسّس على "أعدائها"، وقرصنة هواتفهم وحواسبهم، من بينهم زعماء عرب.
وبحسب "رويترز"، فإن المشروع الإماراتي السري أُطلق عليه اسم "رافين"، أو "الغراب الأسود"، وهو فريق سري يضم أكثر من 12 عميلاً من الاستخبارات الأمريكية، من أجل العمل على مراقبة الحكومات الأخرى، والمسلّحين، ونشطاء حقوق الإنسان الذين ينتقدون النظام.