قالت تركيا إنها ستردُّ بالمثل على أية عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، على أنقرة، على خلفية شنِّ الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية عملية "نبع السلام" العسكرية شمال شرقي سوريا.
جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، أمس الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أشار فيه إلى أن "بلاده أبلغت الإدارة الأمريكية على كافة المستويات، حول انطلاق عملية نبع السلام ضد التنظيمات الإرهابية شرقي الفرات".
كما أوضح أن بياناً صدر عن الخارجية التركية من قبل، أطلع الرأي العام العالمي على أهداف العملية وإطارها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وأضاف قائلاً إن "تركيا تحارب تنظيمات إرهابية تشكِّل تهديداً على أمنها القومي، وهذا الكفاح سيستمر بحزم، ولا ينبغي لأحد أن يشكَّ في أننا سنردُّ بالمثل على أي خطوة تُتخذ ضد بلادنا، في إطار المعاملة بالمثل".
عقوبات مُحتملة
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أن الرئيس دونالد ترامب سيوقع مرسوماً يخوّل للوزارة فرض عقوبات على تركيا، لكن دون تطبيقها حالياً.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أنهم "يرسلون إخطارات للمؤسسات المالية بأنَّ عليها الحذر من عقوبات محتملة"، مضيفاً أن "هذه عقوبات قوية جداً. نأمل ألَّا نضطر لاستخدامها، لكن بمقدورنا أن نصيب الاقتصاد التركي بالشلل إذا أردنا"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وخلال توتر العلاقات العام الماضي بين أنقرة وواشنطن، فَرَض ترامب عقوباتٍ محدودة ورَفَع الرسوم الجمركية على بعض الواردات التركية، للضغط على تركيا لإطلاق سراح أندرو برانسون، وهو قسّ أمريكي اعتُقل هناك على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب، والذي تم إطلاق سراحه في وقت لاحق.
ويوم الأربعاء الماضي، كشف عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطي كريس فان هولن، عن عقوبات مقترحة ضد تركيا، منها استهداف أصول الرئيس رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة، وفرض قيود على تأشيرات الزيارة.
كما ستفرض الولايات المتحدة، بموجب تشريع مقترح، عقوباتٍ على أي معاملات عسكرية مع تركيا، وعلى أي شخص يدعم صناعة الطاقة التركية المحلية، التي تستفيد منها القوات المسلحة التركية.
كما تتضمن حظر بيع أي مواد دفاعية أمريكية للجيش التركي، واعتبار شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 أمراً "خطيراً" يخضع أيضاً للعقوبات.
ويأتي الموقف الأمريكي على خلفية عملية "نبع السلام"، التي أطلقتها أنقرة يوم الأربعاء الماضي، شمالي سوريا، وقالت إنها تهدف "لتطهير المنطقة من الإرهابيين، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم".