قال مسؤولون وشهود إن دولة الإمارات سحبت بعض قواتها من مدينة عدن بجنوب اليمن، الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين أول 2019، في الوقت الذي يعمل فيه التحالف العسكري بقيادة السعودية على إنهاء صراع على السلطة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين في المدينة.
وقال مسؤولان لرويترز إن رتلاً إماراتياً صعد إلى ظهر سفينة عسكرية في ميناء البريقة النفطي قرب مصفاة عدن وإن السفينة غادرت الميناء.
كما قال 4 من العاملين في المصفاة إنهم شاهدوا رتلاً كبيراً من المركبات العسكرية وثلاث حافلات تقل نحو 200 جندي وهي تتجه نحو الميناء.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات ومتحدث باسم التحالف على طلبات من رويترز للتعقيب.
التحرك الإماراتي جاء مع قرب التوصل لاتفاق في عدن
وفي وقت سابق، قالت أربعة مصادر مطلعة على المفاوضات لرويترز إن الحكومة المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي تدعمه الإمارات يقتربان من إبرام اتفاق ينهي المواجهة في عدن ويولي القوات السعودية مقاليد الأمور في المدينة مؤقتاً.
والمجلس الانتقالي الجنوبي جزء من التحالف الذي تدخل في اليمن في مارس/آذار 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي للسلطة بعد أن أخرجها الحوثيون من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
لكن الانفصاليين الذين يسعون لحكم ذاتي في الجنوب انقلبوا على الحكومة في أغسطس/آب وسيطروا على مقرها المؤقت في عدن.
واستضافت المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف المدعوم من الغرب محادثات غير مباشرة على مدى شهر لإنهاء الأزمة التي فتحت جبهة جديدة في الحرب وهددت بمزيد من التقسيم لليمن وتعقيد مساعي الأمم المتحدة لإقرار السلام.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
المقترح السعودي لحل الأزمة في عدن
كان مسؤولان في الحكومة اليمنية قد صرحا لرويترز بأن السعودية اقترحت إدماج المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة هادي ونشر قوات سعودية في عدن للإشراف على تشكيل قوة أمنية محايدة.
ولم يتضح بعد قوام القوات الإماراتية التي ستبقى في عدن أو ما إذا كانت تحركات اليوم تعني إعادة انتشار داخل اليمن.
وقال موظف في مصفاة، طلب عدم نشر اسمه: "تم إغلاق طريق رئيسي تماماً أثناء مرور الرتل الإماراتي". وتابع قائلاً: "هذه أول مرة نرى فيها رحيل مثل هذا العدد الكبير من قوات الإمارات".
كانت الإمارات قد خفضت وجودها في اليمن في يونيو/حزيران من الساحل الغربي بالأساس مع تصاعد الضغوط الغربية لإنهاء الحرب ومع تزايد التوتر مع إيران على نحو أثار مخاوف أمنية في الخليج.
وطالبت حكومة هادي الإمارات بالكف عن مساندة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي سلحتها أبوظبي ودربتها. وانتقدت الإمارات، التي لا تثق في حزب إسلامي متحالف مع هادي، حكومته ووصفتها بأنها غير فعالة.
وقال أحد المصادر المطلعة على المحادثات التي ترعاها السعودية إن حل المسائل المتعلقة بعدن مطلوب قبل أن يرد التحالف على عرض من الحوثيين بوقف هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الضربات الجوية على اليمن.
وكانت جماعة الحوثيين التي تسيطر على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى قد مددت عرض الهدنة الشهر الماضي بعد إعلانها المسؤولية عن هجمات على منشأتين نفطيتين بالسعودية في 14 سبتمبر/أيلول.
وألقت الولايات المتحدة والسعودية بالمسؤولية عن تلك الهجمات على إيران، وهو ما تنفيه طهران.