قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن القوات الأمريكية انسحبت من شمال شرق البلاد بعدما لم تنفذ تعهداتها، وإن العملية التركية سيكون لها أثر "سلبي كبير" على الحرب على تنظيم داعش.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المنطقة في بيان "القوات الأمريكية لم تفِ بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا، وتركيا تقوم الآن بالتحضير لعملية غزو لشمال وشرق سوريا".
كما أكد مسؤول أمريكي أن القوات الأمريكية أخلت موقعين للمراقبة في شمال شرق سوريا في تل أبيض ورأس العين، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وقال البيت الأبيض، الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول، إن القوات التركية ستمضي قريباً في عمليتها العسكرية التي تخطط لها منذ فترة طويلة هناك لإنشاء ما تصفها بأنها "منطقة آمنة"، وإن القوات الأمريكية لن تشارك أو تدعم العملية التركية.
تحرك عسكري تركي "لتطهير الحدود"
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الإثنين، إن بلاده عازمة على تطهير حدودها مع سوريا من المسلحين وضمان أمن تركيا. جاء ذلك بعدما قال البيت الأبيض إن أنقرة ستبدأ قريباً هجوماً في شمال سوريا.
وأضاف جاويش أوغلو على تويتر: "أيدنا وحدة أراضي سوريا منذ بداية الأزمة هناك، وسنواصل دعم ذلك". وتابع: "سنساهم في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا".
من جهته أكد السكرتير الصحفي للبيت الأبيض يوم الأحد أن القوات المسلحة الأمريكية لن تشارك أو تدعم عملية تعتزم تركيا القيام بها في شمال سوريا. وأضاف في بيان بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان أن القوات الأمريكية "بعد هزيمة (خلافة) تنظيم الدولة الإسلامية لن تكون موجودة بعد الآن في المنطقة المجاورة".
وقال البيان إن تركيا ستكون الآن مسؤولة عن كل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة والذين اعتقلوا على مدى العامين الماضيين.
في انتظار لقاء أردوغان وترامب في واشنطن
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث هاتفياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، "المنطقة الآمنة" المزمعة شرقي نهر الفرات في سوريا.
وجاء الاتصال بعد يوم من إعلان أردوغان أن توغلاً تركياً في شمال شرق سوريا بات وشيكاً بعدما اتهمت أنقرة بتعطيل جهود إقامة "منطقة" آمنة هناك معاً.
وأضافت الرئاسة أن أردوغان عبر خلال الاتصال عن عدم ارتياح تركيا للإجراءات العسكرية والأمنية الأمريكية التي لم تحقق ما يوجبه اتفاق بين البلدين بهذا الصدد.
وأكد أردوغان مجدداً ضرورة أن تقضي المنطقة الآمنة على التهديدات التي تمثلها وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، وأن تهيئ الظروف لعودة اللاجئين السوريين.
وذكرت الرئاسة أن الزعيمين اتفقا على اللقاء في واشنطن الشهر المقبل بناءً على دعوة ترامب.
وكانت الدولتان العضوان بحلف شمال الأطلسي اتفقتا في أغسطس/آب على إقامة منطقة بشمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا. وتقول أنقرة إن المنطقة يجب تطهيرها من وحدات حماية الشعب.
وعبرت أنقرة عن رغبتها في توطين ما يصل إلى مليوني سوري في المنطقة. وتستضيف حالياً 3.6 مليون سوري فارّين من الصراع المستمر في بلادهم منذ 8 سنوات.