أعلن المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية في تونس قيس سعيد، اليوم السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عدم قيامه شخصياً بحملة انتخابية للدور الثاني من الانتخابات "لدواعٍ أخلاقية".
وقال سعيد في بيان نشره فريق حملته على موقعه الإلكتروني، إن قراره يأتي أيضاً "ضماناً لتجنب الغموض حول تكافؤ الفرص، الذي يجب أن يشمل أيضاً الوسائل المتاحة لكلا المترشحين".
وأكد سعيد ضرورة الابتعاد عن المحاولات اليائسة لضرب سير العملية الانتخابية، وجدّد دعوته للشعب التونسي ليكون على موعد مع التاريخ، ويشارك في تقرير مصيره عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع.
متابعة ملف القروي
ويطرح وجود مرشح الرئاسة عن حزب "قلب تونس"، نبيل القروي، في السجن بتهم "فساد"، جدلاً في البلاد، بالنظر إلى مبدأ تكافؤ الفرص الذي يفرضه القانون لقيام كل مرشح بحملته الانتخابية.
وأمس الجمعة اعتبر الرئيس المؤقت محمد الناصر أن "الوضع الذي تعيشه البلاد له تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات والمسار الديمقراطي".
ودعا إلى "ضرورة إيجاد حل مشرف لهذا الوضع الذي يؤثر على مصداقية الانتخابات"، في إشارة لتوقيف القروي.
وأكد الناصر مواصلته متابعة ملف القروي، باعتباره ممثل الدولة، "نظراً لتداعيات هذا الموضوع على سُمعة تونس وعلى مستقبل الانتخابات".
وطلبت النيابة العامة من الشرطة، أمس الجمعة، التحري بشأن صحة أنباء متداولة حول تعاقد القروي مع شركة مختصة في "الضغط والتعبئة السياسية" يديرها ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، للحصول على دعم الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في سعيه نحو كرسي الرئاسة.
وجرى إيقاف القروي في 23 أغسطس/آب الماضي، على خلفية شكوى ضده تقدمت بها منظمة محلية تتهمه فيها بـ "الفساد"، وهو ما ينفيه على لسان محاميه.
جولة حاسمة من الانتخابات
وفي 26 سبتمبر/أيلول 2019، قال سعيد إنه غير مرتاح لاستمرار سجن منافسه، القروي، وقال سعيد في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي: "أتمناه (القروي) طليقاً. الوضع غير مريح بالنسبة لي، ولكن الكلمة الفصل للقضاء ولا يمكنني التدخل في قرار دائرة الاتهام".
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت هيئة الانتخابات تأهل المرشح المستقل قيس بن سعيد، وهو أستاذ قانون دستوري، إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بنسبة 18.4% من الأصوات، وكذلك القروي بنسبة 15.58%.
وحددت الهيئة رسمياً، 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، موعداً لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات، فيما انطلقت الحملة الخميس.
وسعيد، الذي لم يكن معروفاً قبل الانتخابات، أستاذ سابق للقانون الدستوري ونظم حملة انتخابية بسيطة بتمويل ودعاية لا تكاد تذكر.
تكافؤ الفرص
وكانت منظمات محلية وأجنبية قالت إن القروي لم يتمتع بفرصة متكافئة في الجولة الأولى، ولم يتمكن من التوجه لناخبيه في مناظرات تلفزيونية، ودعت إلى منحه حق الاتصال بناخبيه.
لكن سعيد رفض القول إن الفرص غير متكافئة مع منافسه، وقال: "أنا على عكس الآخرين ليس لديّ قنوات تلفزيونية ولا وسائل إعلام"، في إشارة واضحة لمنافسه القروي الذي يملك قناة تلفزيونية خصصت السنوات الثلاث الماضية للترويج لأنشطته الخيرية.
ويتبنى سعيد توجهات اجتماعية محافظة، بينما يسعى للعودة لمبادئ انتفاضة عام 2011.
وفي المقابلة نفسها، قال سعيد إنه عند ترشحه لم يتصل بأيّ طرف أجنبي، ولم يطلب دعم أي جهة خارجية، مشيراً إلى أنه يرفض أي تدخّل من أي جهة كانت.
وأضاف سعيّد في السياق ذاته، أن "من يتحدثون عن وجود دعم خارجي أقول هذه مجرّد أوهام، لم أتصل بأحد وأرفض أصلاً أن يكون هناك تدخل من أي جهة كانت".
وتابع قائلاً: "لا علم لي إلا بالشباب الذي دعمني، لم أتصل بأي جهة من الخارج، وجواز سفري منتهٍ منذ عام 2014".