أفخاخ في الجبال وتحت الأرض، ودروس غزو العراق وليبيا.. هكذا تستعد إيران لمواجهة «الانتقام الغربي»

تهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتكثيف أنشطتها النووية الشهر المقبل سيضيف مزيداً من اللهب إلى التوتّرات المتأججة في المنطقة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/04 الساعة 17:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/04 الساعة 17:32 بتوقيت غرينتش
إيران أعربت دائما عن استعدادها لصد أي هجوم/ رويترز

قالت صحيفة Express البريطانية، إن تهديد الجمهورية الإسلامية بتكثيف أنشطتها النووية الشهر المقبل سيضيف مزيداً من اللهب إلى التوتّرات المتأججة في المنطقة منذ إلقاء اللوم على طهران في وقائع شن هجمات صاروخية مدمرة على منشآت النفط السعودية.  

وقالت مصادر استخباراتية إن الأهداف الواضحة ستشمل هياكل القيادة والسيطرة الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وكذلك الدفاعات الجوية في جميع أنحاء البلاد، ومنشآت تخزين الأسلحة، ومراكز الاتصالات الاستراتيجية. 

إيران تتأهب للانتقام الغربي بدراسة حروب سابقة

ومع ذلك، تعتقد المصادر أن الإيرانيين سيكونون متأهِّبين للانتقام الغربي بدراسة الحملات الجوية التي تعرّض لها العراق في عهد صدّام حسين، وعمليات الناتو في يوغوسلافيا وكوسوفو وليبيا، ومن خلال الأهداف المحتملة ونصب الأفخاخ.

قال مصدرٌ: "الإيرانيون يعرفون ذلك، وأي شخص يخطط لمهاجمة إيران يعرف أنهم يعرفون ذلك، ومن ثم، سيصير من الصعب العثور على أهداف حقيقية". 

وقد أعلنت الجمهورية الإسلامية عن تدابير من شأنها تقليص التزاماتها المنصوص عليها باتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة التي وُقِّعَت في عام 2015، كردٍّ منها على انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، وهو ما أجَّج مخاوف جديدة من نشوب صراع مسلح في المنطقة.

ويرى بعض المراقبين أن إيران تُطيح بفُرصها إثر تصرّفُها بثقة مفرطة، لا سيما بالنظر إلى الهجمات التي شنّتها على منشآت النفط السعودية خلال الشهر الماضي، والعمليات السابقة ضد سُفن الشحن في الخليج، فضلاً عن إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار.

ويُحذر هؤلاء من أن إيران قد تنظر إلى عزوف الغرب عن الانتقام على أنه نقطة ضعف، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في جميع أنحاء المنطقة وإثارة صراع.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد انسحبت من خطة العمل المشتركة الشاملة، التي حدَّت من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات، خلال العام الماضي. 

في ظل مخاوف أمريكية وإسرائيلية متزايدة

وقال ترامب وغيره من القادة، ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الصفقة كانت "فظيعة"، واتهم إيران بتبديد المنافع الاقتصادية التي تمتّعت بها على عمليات زعزعة الاستقرار من خلال الوكلاء في سوريا واليمن.

ويقولون أيضاً إن إيران واصلت دعمها لـ "حماس" في غزة، و "حزب الله" في لبنان، في حين تطوّر تكنولوجيا الصواريخ التي تُستخدم الآن للإضرار بالسعوديين على نحو بالغ.

وقال مصدر معنيٌّ بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط: "لا ينبغي أن يدور الحديث حتى وقتنا هذا حول خطة العمل الشاملة المشتركة، بل حول برنامج الصواريخ الإيراني ونهجه الإقليمي، وهما أمران بقدر الأهمّية نفسه إن لم يكونا أهم، فإن الإيرانيين لديهم المقدرة على إيقاع المنطقة في شِراكٍ إلى حين بلوغ مرادهم".

واحتمال فشل الجهود الدبلوماسية الفرنسية

وتتزعّم فرنسا جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى التوصُّل لحلٍّ دبلوماسي يضغط على الولايات المتحدة وواشنطن للموافقة على إجراء محادثات خلال الأيام الثلاثين المقبلة.

وفشل إيمانويل ماكرون في التوسط بالمحادثات بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك الأسبوع الماضي، ورغم ذلك، تصرّ باريس على أن المفاوضات لا تزال ممكنة.

وقال وزير الخارجية جان إيف لو دريان: "إننا نعتبر أن تلك المبادرات، التي لم تنجح، لا تزال قائمة، والأمر متروك لإيران والولايات المتحدة لاغتنام الفرصة في فترة زمنية قصيرة نسبياً، لأن إيران أعلنت تدابير جديدة للحد من التزاماتها باتفاق فيينا في نوفمبر/تشرين الثاني".

وأضاف قائلاً: "هذه التدابير تنطوي على خطر يؤدي إلى فترة جديدة من التوتر وتصعيد جديد، لذا يتعيّن علينا الاستفادة من النطاق السياسي الموجود للمضي قدماً".

تحميل المزيد