كشفت صحيفة "صباح" التركية، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن تفاصيل جديدة بخصوص حرق جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك على لسان أحد موظفي منزل القنصل السعودي السابق في إسطنبول محمد العتيبي.
وقال الموظف، وفق ما نقلته الصحيفة التركية، إن فريق الإعدام استعان به لإشعال الفرن الحجري الذي استُخدم لإحراق جثة الصحفي جمال خاشقجي، وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع إحياء الذكرى الأولى لاغتيال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
لقاء موظف القنصل مع كتيبة الإعدام التي قتلت خاشقجي
وحسب إفادات الموظف التركي العامل بمنزل القنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي، والتي أدلى بها للمحققين، فإن فريق الإعدام حاول أكثر من مرةٍ إشعال الفرن الحجري لكنه فشل في ذلك، وهو ما اضطرهم إلى الاستعانة به والإتيان به من مبنى القنصلية.
وقال الموظف -الذي لم يكشف عن اسمه- إنه لاحظ عند قدومه إلى منزل القنصل أن أعضاء فريق الإعدام كانوا في غاية العصبية، وأنهم كانوا لا يتبادلون الكلام بينهم، بل يتفاهمون بالإشارات والنظرات.
ولدى معاينة الفرن، أدرك الموظف أنه لا يشتعل، بسبب إغلاق فتحة التهوية الخلفية، ففتحها وأشعل الفرن، وساعده أحد أعضاء فريق الإعدام ومدَّه بالحطب لتعجيل الإشعال، ثم طُلِبَ منه الخروج من منزل القنصل بعصبية ظاهرة.
ويقول الموظف إنه لاحظ أن زجاجات مواد تنظيف كيميائية كانت مصفوفة إلى جانب الفرن، كما أوضح أن الفرن أصبح أسود اللون فيما بعد، من قبل أن يتم تنظيفه.
تضاف إلى شهادات سابقة حول الجريمة المروعة
ويأتي نشر شهادة الموظف السابق بمنزل القنصل السعودي، بعد ساعات من الشهادات المروعة التي كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية، على لسان شاهدتين استمعتا لتسجيل عملية قتل خاشقجي في إسطنبول.
فقد استمعت المحامية البريطانية البارونة هيلينا كينيدي إلى لحظات موت جمال خاشقجي، حيث تمت دعوتها للانضمام إلى فريق، برئاسة آنييس كالامارد، محققة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج نطاق القانون.
تصف هيلينا كينيدي ذلك قائلة: "عندما تشعر بالرعب والخوف في صوت شخص ما، وأنك تستمع إلى شيء حي. كل هذا يجعل القشعريرة تتملك جسدك".
قدمت كينيدي ملاحظات مفصلة عن المحادثات التي سمعتها بين أعضاء فرقة الاغتيال السعودية التي قتلت خاشقجي.
وأضافت المحامية البريطانية: "يمكنك سماعهم يضحكون. إنه عمل تقشعر له الأبدان. إنهم ينتظرون هناك وهم يعلمون أن هذا الرجل سيأتي، وأنه سيتم قتله وتقطيعه".
استغرق الأمر من كينيدي وكالامارد أسبوعاً لإقناع المخابرات التركية بالسماح لهما، مع مترجمهما العربي، بالاستماع إلى التسجيلات.
تمكنوا من الاستماع إلى 45 دقيقة، تم استخراجها من التسجيلات التي تم إجراؤها في يومين حاسمين قبل مقتل خاشقجي.