كشف مصدر طبي، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن حصيلة تظاهرات العاصمة العراقية بغداد فقط بلغت وحدها 4 قتلى وأكثر من 700 إصابة بحالات اختناق وجروح، بينهم حالات خطرة.
وكشفت المصدر الطبي أن "أغلب المصابين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً".
ولفت المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن "هوية بعض المتظاهرين تبيّن أنهم قادمون من محافظات أخرى إلى العاصمة بغداد".
إطلاق نار كثيف بساحة التحرير
فيما أفادت وسائل إعلامية محلية بوقوع إطلاق نار كثيف في محيط ساحة التحرير وسط بغداد، التي شهدت يوم أمس تظاهرات واشتباكات أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ما يتجاوز 200 شخص.
وأقدم متظاهرون على قطع طريق رئيسية وسط منطقة الزعفرانية في العاصمة العراقية بغداد، وفي أعقاب ذلك دعا نشطاء في محافظة الديوانية إلى مظاهرات حاشدة عصر اليوم الأربعاء لمواصلة الاحتجاج.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي البدء في إجراء تحقيق بشأن حوادث العنف هذه، مشيراً إلى أن الأولوية كانت، وستبقى، مركّزة على تحقيق تطلعات الشعب المشروعة والاستجابة لكل مطلب عادل.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها
فيما أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء العنف الذي رافق مظاهرات بغداد ومحافظات عراقية، وطالبت قوات الأمن بـ "ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت، في بيان اطلعت عليه الأناضول: "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى"، داعيةً إلى التهدئة.
وأعربت عن "بالغ الأسف لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية"، مجددةً "التأكيد على الحق في الاحتجاج".
وشددت بلاسخارت على أن "لكل فردٍ الحقَّ في التحدث بحريةٍ بما يتماشى مع القانون".
ودعت القوات الأمنية إلى "ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات لضمان سلامة المتظاهرين السلميّين مع الحفاظ على القانون والنظام وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة".
تظاهرات مناهضة للحكومة
وتظاهر آلاف العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد، ومحافظات أخرى، مطالبين بتوفير الخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، وتوفير الوظائف للعاطلين، والقضاء على ظاهرتي البطالة والفساد المالي والإداري بدوائر الدولة ومؤسساتها.
وواجهت الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الشغب المتظاهرين بالرصاص الحيّ، وخراطيم المياه الساخن، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريقهم من أمام جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة، ومبنى الحكومة الاتحادية، ما أدى إلى إصابة العشرات من المحتجين بجروح.
وبينما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن حصيلة ضحايا تظاهرات الثلاثاء بلغت 265، بينهم قتيلان، فإن الحكومة تتحدث عن مقتل شخص واحد وإصابة 200 آخرين، بينهم 40 من القوات الأمنية، خلال مظاهرات بغداد وعدة محافظات.