وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، إلى مطار القاهرة الدولي قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية حيث حضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتزامن مع دعوات لمظاهرة مليونية ضده من المتوقع أن تبدأ بعد صلاة الجمعة.
وكان لافتاً حشد مواطنين لاستقبال السيسي، حيث توقف الأخير وتحدث إلى بعضهم، وأدلى بتصريحات مقتضبة لصحفية، قال لها إنه "لا داعي للقلق" وذلك في إشارة منه إلى المظاهرات المتوقعة ضده اليوم.
ولوح السيسي بأنه قد "يطلب من المصريين" النزول إلى الشارع مرة أخرى، قائلاً: "يوم ما هطلب من المصريين التفويض زي 3/ 7 هينزل الملايين علشان نوصل رسالة للعالم.. كله ينزل بالملايين مش أقل من كده".
وتزامن تصريح السيسي عن مطالبة المصريين بالنزول إلى الشارع، مع انتشار هاشتاغ "#تفويضنا_للسيسي_تاني" على موقع تويتر في مصر.
وفي 24 يوليو/ تموز 2013، طالب السيسي، في خطاب بمقر عسكري، شمالي البلاد، المصريين بالنزول للشوارع، فيما سُمي بجمعة "التفويض" 26 يوليو 2013 لمواجهة ما أسماه "الإرهاب المحتمل".
يومها نزل الميادين مؤيدون يرفعون صورة السيسي، عدتهم وسائل إعلام مؤيدة له وقتها "ملايين"، في مقابل حشود مضادة في ميادين أخرى، وفق تقديرات معارضة، كانت تعترض على الإطاحة بالرئيس المصري السابق، الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً من منصبه قبلها بنحو 3 أسابيع.
وتحدث مصريون خلال الساعات التي سبقت وصول السيسي إلى مصر، عن إخبار مواطنين بضرورة التوجه إلى مطار القاهرة والاحتشاد حوله لإظهار التأييد للرئيس المصري.
ونشر الإعلامي المصري عبدالله الشريف، أمس الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2019، رسالة نصية وصلته عبر تطبيق "واتساب" من شخص كان يتحدث عن حشد المواطنين لاستقبال السيسي.
وجاء في الرسالة التي قال كاتبها إنه صاحب شركة لنقل الطلاب، أن ضابطاً من الأمن الوطني تكلم معه، وأخبره بضرورة استخدام 15 حافلة لنقل مدراء وأساتذة، وعمال، لاستقبال السيسي.
وأشار الرجل صاحب الرسالة، أنه رفض في البداية، لكنه تعرض جراء ذلك للتهديد بإغلاق مكتبه، وقال إنه تعرض للضرب أيضاً.
وبالتزامن مع وصول السيسي للقاهرة، أغلقت قوات الأمن المصرية الطرق المحيطة والمؤدية لميدان التحرير في العاصمة القاهرة، تحسباً لوصول التظاهرات إليه، حيث يمثل الميدان رمزاً لثورة يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وتأتي مظاهرات اليوم الجمعة المتوقعة، بعد دعوة وجهها رجل الأعمال والفنان المصري، محمد علي، بالخروج في مظاهرة مليونية للمطالبة بتنحي السيسي عن السلطة، كما طالب قيادة الجيش والشرطة بعدم التدخل، وحماية المتظاهرين.
ولم يخرج موقف مباشر وواضح من القوات المسلحة بشأن احتجاجات الجمعة، على خلاف ما كان واضحاً قبل وبعد الإطاحة بالرئيس السابق الراحل محمد مرسي من دعوات لضبط النفس والحفاظ على الوطن.
غير أنه على مدار 3 أيام، التقى وزير الدفاع محمد زكي بأبناء الجيش المصري في لقاءات عدة.
وفي بيان للجيش الخميس، قال زكي الذي كان قائداً للحرس الجمهوري إبان حكم مرسي، مع لقاء الكلية الفنية العسكرية: "رجال القوات المسلحة لديهم وعي كامل بكافة المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن".
وقبل يوم التقى بالمنطقة المركزية العسكرية، وقال: "القوات المسلحة ستظل تؤدي دورها في حماية الوطن واستقراره مهما كانت التحديات والتهديدات".
فيما قالت وزارة الداخلية إنها ستتصدى بكل حزم لأي خروج على القانون أو زعزعة الاستقرار أو السلم الاجتماعي، وفق بيان نقلته وسائل إعلام محلية.