قال زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي، مساء الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، إن ما سماها "العمليات اليومية" التي تستهدف أعداء التنظيم الارهابي، مستمرة، داعياً أنصاره إلى إنقاذ مقاتليه المسجونين.
جاء ذلك في رسالة صوتية منسوبة إلى زعيم التنظيم، نشرتها وتداولتها حسابات موالية له على مواقع التواصل الاجتماعي، في أوّل رسالة له منذ أبريل/نيسان الماضي.
ولم يتسنَّ التأكد من صحة الرسالة الصوتية من مصدر مستقل.
وبدأ البغدادي حديثه بدعوة عناصره إلى "الجهاد"، مشيراً إلى ما وصفها بـ "مبايعات جديدة" لخلافته المزعومة.
وتحدث زعيم التنظيم عن أماكن مختلفة يقود فيها التنظيم معاركه وعملياته اليومية، منها مالي، ومنطقة الشام، والشرق الأدنى، ولكنه لم يحدد الدول التي تتم فيها تلك العمليات.
ودعا البغدادي أيضاً إلى "استهداف رجال الأمن والمحققين والقضاة في السجون"، التي يقبع بها عناصر "داعش" من أجل إخراجهم منها.
وقال البغدادي: "السجون السجون يا جنود الخلافة، إخوانكم وأخواتكم جدوا في استنقاذهم ودك الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني (…) واقعدوا لجزاريهم من المحققين وقضاة التحقيق ومن آذاهم".
عودة تدريجية لداعش
وبدأ "داعش" مؤخراً شن مزيد من الهجمات التي تستهدف الحواجز الأمنية والأرتال العسكرية، خصوصاً في المناطق المحصورة بين محافظات ديالى (شرق) وصلاح الدين وكركوك (شمال).
وعاد التنظيم تدريجياً إلى أسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، والتي كان يتبعها قبل 2014.
ورغم الإعلان الرسمي عن هزيمة تنظيم "داعش" نهاية عام 2017، بعد سيطرته على نحو ثلث العراق وسوريا صيف عام 2014، فإن القادة العسكريين العراقيين يؤكدون أن التنظيم يمتلك خلايا نائمة تعمل بشكل فردي في المناطق التي جرى تحريرها.
وكان تقرير سابق صادر عن مركز دراسات الحرب الأمريكي، قد حذر من أن تنظيم "داعش" "لم يُهزم"، ويستعد للعودة مجدداً وعلى نحو "أشد خطورة"، رغم خسارته للأراضي التي أعلن عليها إقامة ما يسمى "دولة الخلافة" في سوريا والعراق.
وقال التقرير، المؤلف من 76 صفحة، إن التنظيم اليوم أقوى من سلفه "القاعدة" بالعراق في عام 2011 حين بدأ يضعف.
وأشار إلى أن تنظيم "القاعدة" في العراق كان لديه ما بين سبعمئة وألف مسلح آنذاك، في حين كان لدى "داعش" ما يصل إلى 30 ألف مسلح بالعراق وسوريا في أغسطس/آب 2018، وفقاً لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية.
ولفت إلى أن "داعش" بنى من مجموعات صغيرة من الفلول عام 2011 جيشاً كبيراً، بما يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل (شمال العراق)، ومدن أخرى في العراق، والسيطرة على معظم شرق سوريا في ثلاث سنوات فقط.
وتوقع التقرير أن التنظيم سوف يستعيد قوته بشكل أسرع بكثير وإلى مستوى أكثر خطورة من القوة الأكبر بكثيرٍ التي لا تزال لديه حتى اليوم.
وأوضح أن التقليص بطيء الحركة للأراضي التي يسيطر عليها "داعش" واستخدام القوة الذي استهله الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستأنفه خلفه دونالد ترامب، أعطيا كثيراً من الوقت للمجموعة للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب.