كشف موقع Salon الأمريكي، أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد اقترب بشكل كبير من التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان، بعد أن دعا قادة المجموعات المسلحة في أفغانستان إلى قمة في منتجع كامب ديفيد الخاص بالرئيس الأمريكي، رغم تحذيرات مستشار الأمن القومي جون بولتون، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.
جون بولتون وليندسي غراهام ربما يكونان وراء إقناع ترامب بإلغاء قمّة طالبان
وبحسب صحيفة New York Time الأمريكية، كان وزير الخارجية مايك بومبيو من بين الداعمين الرئيسيين للخطة، وكان كبير مفاوضي بومبيو مع حركة طالبان هو السفير الأمريكي السابق في أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي أقنع الرئيس بأنه يمكنه التوصّل إلى اتفاق تسحب بموجبه الولايات المتحدة تدريجياً قواتها من البلاد، مقابل ضمانات بعدم استخدام أفغانستان كملاذ للإرهاب.
أمّا بولتون، الذي يُلقّب على نطاق واسع بصقر السياسة الخارجية، فقد عارض الفكرة مثلما فعل غراهام، والجنرال المتقاعد جاك كين، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس أركان الجيش، والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وكان بولتون على وجه التحديد واضحاً للغاية في التعبير عن استيائه من الفكرة التي راودت ترامب بشأن عقد قمة مع طالبان، بحجة أنه لا يمكن الثقة بالجماعة الإسلامية، وأن أي انسحاب أمريكي سوف يتطلب ترك بعض القوات على الأقل، من أجل السيطرة على أي نشاط إرهابي محتمل.
وقال غراهام لصحيفة New York Times إنه على الرغم من مشاركته ترامب في هدف "إنهاء الحرب بين طالبان والشعب الأفغاني في أفغانستان"، فهو لم يشعر بأنه سيكون من الحكمة أن تسحب الولايات المتّحدة قوّاتها كافّة، أو تثق في حركة طالبان أو تنظيم الدولة الإسلامية.
حيث لاقت خطة ترامب للانسحاب من أفغانستان معارضة قوية
وعلى الرغم من هذه المخاوف، قضى ترامب قرابة عام في صياغة خطة من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب كامل للقوات الأمريكية من أفغانستان على مدار 16 شهراً، وذلك في مقابل ضمانات من طالبان، فيما يتعلّق بمكافحة الإرهاب.
ولاقت هذه الخطّة معارضة الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي كان قلقاً من أنها ستخاطر بأمن حكومته، وشدَّد على أنه لا يُمكن الوثوق بطالبان. لكن الأمور قد شهدت تغيّراً جذرياً، حين علم ترامب بشأن تفجير سيارة مفخخة، أسفرت عن مقتل جندي أمريكي و11 شخصاً آخرين.
وأوردت تقارير أنَّ ترامب قال لمستشاريه عند سماع الخبر: "هذا الأمر انتهى، لا يمكننا فعل ذلك"، وعلى الرغم من أن حركة طالبان لم توافق رسمياً قطّ على إرسال ممثلين إلى كامب ديفيد لوضع اللمسات الأخيرة على توقيع الصفقة التاريخية، فقد شعر الرئيس أن الهجوم دمر بفاعلية قدرته على تقديم الصفقة إلى الجمهور الأمريكي ضمن تصوّرٍ مُشرق.
واتجه ترامب لاحقاً إلى موقع تويتر، وكرر هذه الرسالة.
وقال ترامب في تغريدة يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول: "بدون علم الجميع تقريباً، كان من المقرر أن يجتمع قادة طالبان الرئيسيون، وبشكلٍ منفصل رئيس أفغانستان، سراً، معي في كامب ديفيد، يوم الأحد 3 سبتمبر/أيلول، وكان من المقرر أن يأتوا إلى الولايات المتحدة. لكنهم للأسف، من أجل فرض نفوذ مزيف، اعترفوا بشنِّ هجوم في كابول، أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء، و11 شخصاً آخرين. لقد ألغيت الاجتماع على الفور، وأوقفت مفاوضات السلام" .
وأضاف: "أي نوع من البشر هؤلاء الذين يقتلون كثيرين من أجل تعزيز موقفهم في التفاوض؟ إنهم لم يحققوا غايتهم، بل زادوا الأمر سوءاً! وإذا لم يتمكنوا من الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثات السلام بالغة الأهمّية هذه، بل إنهم قتلوا 12 شخصاً بريئاً، فمن المحتمل أنهم لا يملكون القدرة على التفاوض على اتفاق ذي جدوى بأي حال. لِكم عقد هم مستعدون للقتال بعد؟" .