اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2019، وقال فور دخوله المسجد إن "هذه المدينة لن تكون نظيفة من اليهود، لسنا غرباء عليها، وسنبقى في الخليل إلى الأبد"، مدعياً أنه "لم يأتِ لطرد أحد من المدينة، كما أن أحداً لا يمكنه طرد اليهود منها".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، إن نتنياهو يزور مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية المحتلة)، وبلدتها القديمة والمسجد الإبراهيمي، للمشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين للأحداث التي جرت عام 1929، وأسفرت عن مقتل نحو 60 يهودياً من سكان المدينة.
ووقعت تلك الأحداث خلال ثورة "البراق"، التي اندلعت احتجاجاً على عمليات تهويد فلسطين من قِبل بريطانيا والحركة الصهيونية.
الفلسطينيون: تصعيد خطير
وفي وقت سابق الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2019، نددت وزارتا الخارجية والأوقاف الفلسطينيتان، في بيانين منفصلين، بنية نتنياهو القيام بهذه الزيارة، ووصفتها بـ "العنصرية" و "التصعيد الخطير".
وقالت الخارجية الفلسطينية إن "الزيارة استعمارية عنصرية بامتياز يقوم بها نتنياهو في أوج معركته الانتخابية (في 17 الشهر الجاري) في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف لصالحه".
فيما حذرت وزارة الأوقاف من "خطورة الزيارة"، واصفة إياها بـ "التصعيد الخطير، ومساس بمشاعر المسلمين وجرّ المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة".
وقال فلسطينيون يسكنون البلدة القديمة في الخليل، إن السلطات الإسرائيلية أبلغتهم بإجراءات تضييقية تمهيداً لزيارة "نتنياهو"، كإغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين وحظر التجوال والتحرك.
تقسيم المسجد الإبراهيمي
ومنذ عام 1994، يُقسّم المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، الأول خاص بالمسلمين ويمتد على 45% من مساحة المسجد، وآخر خاص باليهود على المساحة المتبقّية (55%).
وجاء التقسيم على خلفية قتل مستوطن يهودي لـ29 فلسطينياً مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.