أفاد مراسلون لبنانيون وإسرائيليون بأن إسرائيل وضعت تماثيل عرض ملابس في سيارات رباعية الدفع على طول الحدود اللبنانية، في إطار استعداد الجيش لهجوم متوقَّع من حزب الله.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 29 أغسطس/آب 2019، إن عليّ شعيب، الذي يعمل في قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله، نشر تغريدةً تحتوي على صور لما يبدو أنه مركبتان عسكريتان متوقفتان على جانب الطريق. وتجلس في المقعد الأمامي دمية صفراء في زي عسكري.
وبشكل منفصل، نشر أور هيلر، المراسل العسكري الإسرائيلي للقناة العاشرة الإخبارية، صورة لتمثال عرض مشابهة في مركبة أخرى.
الجيش الإسرائيلي يستعين بالدُّمى
من ناحيته، قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يعلِّق على تلك التقارير. ولم يكن واضحاً ما إذا كانت تلك الدمى موضوعة في محاولة لخداع حزب الله بإطلاق النار على تلك الأهداف أم أنها موضوعة لسبب آخر.
حيث قالت صحيفة Times of Israel الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي وضع في الماضي تماثيل عرضٍ بمستودعات، لخداع الأعداء "باعتقاد أن هذه المواقع مليئة بالجنود؛ ومن ثم تبعث تأثيراً رادعاً".
وبعد أن قال نائب الأمين العام لحزب الله إن قواته قد تطلق ضربة انتقامية "مفاجئة" ضد عدوها طويل الأمد، زاعماً أن إسرائيل حاولت مهاجمة الحزب بطائرتين من دون طيار يوم الأحد 25 أغسطس/آب، أصبحت إسرائيل في حالة تأهب قصوى؛ تحسباً لهجوم عابر للحدود.
وفي حين لم تتبنَّ إسرائيل هجمات بيروت، قال اثنان من الدبلوماسيين الغربيين إن العملية النادرة قد تكون محاولة اغتيال أو مساعي لتدمير معدات تُستخدم في تركيب أنظمة توجيه متقدمة على صواريخ بدائية.
حيث سقطت الطائرتان في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية، معقل الجماعة المسلحة. وفي يوم الخميس 29 أغسطس/آب، قال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله تلقى مساعدات من إيران لتصنيع صواريخ موجهة شديدة الدقة داخل لبنان، محذراً من أنه لن يتسامح مع هذه الخطوة.
في ظل مخاوف من هجمات انتقامية من حزب الله
ولم يُظهر أيٌّ من الجانبين اهتمامه بالعودة إلى الحرب، بعد حربهم المميتة التي استمرت شهوراً في 2006 والتي أسفرت عن مقتل ما يقارب 1200 شخص في لبنان، أغلبهم من المدنيين، و160 إسرائيلياً تقريباً.
ومع ذلك، فإن التوترات بين إسرائيل وإيران، مؤسِّسة حزب الله وراعيته، قد ازدادت مؤخراً، حيث قصفت القوات الجوية الإسرائيلية أصولاً عسكرية إيرانية في سوريا، قائلةً إن عدوها اللدود يستخدم البلد الذي مزقته الحرب قاعدةً للهجوم عليه.
وقد وقعت آخر الضربات في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، حيث قال سلاح الجو إنه أحبط محاولةً إيرانية لإطلاق "طائرات من دون طيار هجومية" من قاعدة قريبة من دمشق، العاصمة السورية.
كذلك، اتُّهِمَت إسرائيل بقصف قوات حزب الله العاملة في سوريا، حيث تحالفت الجماعة العسكرية مع الرئيس بشار الأسد.
وحتى الآن، يبدو أن إسرائيل تتجنب مهاجمة حزب الله على أرض الوطن في لبنان؛ خوفاً من إشعال هجمات انتقامية.
ويظل الطرفان على الحافة. ففي مساء الأربعاء 28 أغسطس/آب، قال الجيش اللبناني إنه فتح النار على طائرتين إسرائيليتين من دون طيار بالقرب من الحدود الجنوبية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يُبلَّغ بأي أضرار.
ووفقاً لمتحف الحرب الإمبراطوري في المملكة المتحدة، فقد استُخدمت الدمى والخُدع خلال الحرب العالمية الأولى، حين صنع الجنود رؤوس دُمى من الورق المعجون ورجالاً من الورق المقوَّى، لجذب نيران قناصي العدو وكشف مواقعهم.