قال مسؤولو البيئة وممثلو الادعاء الفيدرالي في البرازيل إنهم أرسلوا تحذيراً من أن المزارعين ومنتزعي الأراضي في الأمازون يخططون ليوم من الحرائق المنسقة في 10 أغسطس/آب 2019 لإرسال رسالة إلى الرئيس اليميني جاير بولسونارو، لكن السلطات فشلت في التصرف وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وتعد حرائق الغابات والأراضي التي أزيلت عنها الغابات أمراً شائعاً خلال مواسم الجفاف في الأمازون، لكنها وصلت إلى ذروتها خلال هذا الشهر إلى أكثر من 26 ألف هكتار، وهو الرقم الأكبر خلال شهر أغسطس/آب منذ عام 2010. اتخذت الكارثة البيئية أبعاداً دولية وألقت بظلالها على اجتماعات مجموعة السبع في بياريتس.
وفتح ممثلو الادعاء الفيدرالي في ولاية بارا بمنطقة الأمازون الآن تحقيقاً بعد الكشف عن تحذيرهم للمعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجددة التابع لوزارة البيئة البرازيلية بأن "يوم الحريق" يجري التخطيط له وسيكون بالقرب من بلدة نوفو بروجريسو.
تحذيرات من الحريق
ذكر ممثلو الادعاء أن الموقع الإخباري المحلي Folha do Progresso كتب عن مخططات الحرائق يوم 5 أغسطس/آب 2019.
إذا قال أحد المزارعين المحليين للموقع الإلكتروني: "نحتاج لأن نُظهر للرئيس أننا بحاجة إلى عمل"، وقال إن الطريقة الوحيدة لتطهير الأرض من أجل رعي الماشية هي قطع الأشجار وحرقها.
لكن المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجددة لم يرد على التحذيرات إلا بعد يومين من بدء الاحتجاجات، عندها قال إن عمليات المعهد معطلة بسبب انسحاب دعم الشرطة، ما يعرض فرقهم للخطر في منطقة يواجهون فيها تهديدات بالفعل.
وقال المدعّي باولو موريرا أوليفيرا لصحيفة The Guardian: "كان ذلك فشلاً كبيراً، يجب أن يكون هناك إجراء فوري لمواجهة خطر تلك الحرائق".
وهناك تحقيق منفصل يبحث في أمر ارتفاع نسبة إزالة الغابات على الأراضي العامة في بارا، وإن كان هناكت هيئات أو سلطات حكومية مسؤولة عن ذلك.
وقال موريرا أوليفيرا إن المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية فرض غرامات أقل على إزالة الغابات في منطقة بارا بالرغم من زيادة معدل إزالة الغابات منذ تولّي بولسونارو الحكم.
وأكد مسؤولان بيئيان من أصحاب الخبرة في المنطقة لصحيفة The Guardian أنهما علما بشأن الحرائق قبل يوم من اندلاعها. وقال أحد المسؤولين في معهد شيكو مينديز في بارا، والذي يتبع بدوره وزارة البيئة البرازيلية، إن المسؤولين طلبوا المساعدة من رؤسائهم في العاصمة، لكنهم تجاهلوا كل مطالب الدعم والتعزيزات.
وأضاف المسؤول: "أعلم أننا أرسلنا نطلب الدعم من أجل خطة الطوارئ، ولكن لم نتلقَّ أي رد". وتحدث كلا المسؤولين دون الكشف عن هويتهما لأن الحكومة البرازيلية منعت المسؤولين الحكوميين من التحدث إلى وسائل الإعلام.
حرائق الأمازون عملٌ منظم ومدبر
وذكر موقع G1 الإخباري تصريح المدعي العام البرازيلي راكيل دودج، يوم الإثنين 26 أغسطس/آب، بأن هناك شكوكاً "في عمل منظم ومدبّر".
وكان بولسونارو قد هاجم المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجددة مراراً وتكراراً وقال إنهم يديرون "صناعة الغرامات" وتعهّد بفتح منطقة الأمازون للتنمية.
وألقى اللوم بشأن اندلاع الحرائق أولاً على المنظمات غير الحكومية بدون تقديم أي دليل، ثم أقرّ بأن المزارعين أيضاً كانوا يشعلون الأراضي لزيادة المساحات الإنتاجية، وطالبهم بالتوقف.
وفي يوم الأحد، 25 أغسطس/آب، غرّد وزير العدل البرازيلي سيرجيو مورو بأن بولسونارو طالب بإجراء "تحقيق صارم" وأكد تنشيط الشرطة الفيدرالية، بعدما نشر وزير البيئة ريكاردو ساليس مقالاً على موقع Twitter من موقع Globo Rural عن "يوم الحريق".
وقال الموقع إن حوالي 70 من المزارعين، ومنتزعي الأراضي ورجال الأعمال من مدن نوفو بروجريسو وألتميرا نسقوا وخططوا لـ "يوم الحريق" على جانبي الطريق السريع BR-163، الذي يمتد خلال المناطق التي أزيلت عنها الغابات بشدة.
وأوضح مسؤول بيئي آخر عمل سابقاً في المنطقة: "هؤلاء الأشخاص يمثلون القاعدة الانتخابية لبولسونارو. آخر ما يريدونه هو حماية منطقة الأمازون".
وفي يوم الإثنين، 26 أغسطس/آب، أنكر زعيم نقابة المزارعين في نوفو بروجريسو وجود مخططات ليوم الحريق. وقال أغامينون مينيزيس لوكالة الأنباء البرازيلية Agência Brasil: "لم نكن على علم بذلك. إذا كانت هذه المزاعم حقيقية، فإنه لا يعد أكثر من كونه تصرفاً فردياً".
ولم ترد وزارة البيئة البرازيلية على طلبات التعليق.