أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، خلال عطلة الأسبوع الماضي، إحرازها تقدماً في تحقيق رؤية الرئيس دونالد ترامب ببناء جدار حدودي، متفاخرةً بأنها شهِدت منذ 2017 وحتى الآن تشييد أكثر من 60 ميلاً (97 كم تقريباً) من الحاجز الموعود به منذ فترة طويلة.
وقالت صحيفة Newsweek الأمريكية، إن الهيئة كشفت في تغريدة يوم الأحد 25 أغسطس/آب: "تستمر فرق البناء في العمل على الجدار الحدودي الجديد"، ونشرت مقطعاً مصوراً بواسطة طائرة مُسيَّرة للجدار الحدودي المُشيَّد مؤخراً في مدينة سان لويس بولاية أريزونا.
وفيما بدت هيئة الهجرة الفيدرالية راضية بما أنجزته، فإنَّ البناء الممتد بطول 60 ميلاً (97 كم تقريباً) يمثل 13% من الجدار الحدودي الذي تعهَّد ترامب بالانتهاء من بنائه بطول 450 ميلاً (724 كم تقريباً) مع نهاية 2020.
ويعني هذا أنَّ هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية المكلفة بالإشراف على عملية بناء الجدار الحدودي، بمساعدة فيلق مهندسي الجيش الأمريكي، سوف يتحتم عليها بناء ما يقارب 390 ميلاً (628 كم تقريباً) من الجدار الحدود، على مدى الـ16 شهراً القادمة، إن كانت ترغب في تحقيق أحد الوعود الرئيسية التي قطعها الرئيس خلال حملته الانتخابية.
لماذا تراجع ترامب وخفض من طول الجدار الفاصل؟
بالطبع، تغير خطاب ترامب حول مشروع الجدار الحدودي منذ أطلق حملته الانتخابية عام 2016، مع تعهد الزعيم الأمريكي في السابق بتشييد الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، على امتداد يتخطَّى 1000 ميل (1600 كم تقريباً).
ففي مؤتمر صحفي في مدينة دوبوك بولاية أيوا بتاريخ 25 أغسطس/آب 2015، قال ترامب إنه سيكون من "السهل للغاية" رؤية جدار بطول 1900 ميل (3058 كم تقريباً) مشيداً بطول الحدود الجنوب شرقية.
وبحلول 28 أكتوبر/تشرين الأول 2015، انخفض هذا الرقم إلى 1000 ميل (1600 كم تقريباً) فحسب، مع تأكيد ترامب خلال مناظرة رئاسية بين المرشحين الجمهوريين أنه بأخذ "الموانع الطبيعية" الموجودة بطول الحدود في الحسبان، ستحتاج الولايات المتحدة لبناء حائط بطول 1000 ميل فقط، لتأمين حدودها الجنوب شرقية.
وقال ترامب أثناء الحدث نفسه: "لقد بنوا سور الصين العظيم. هذا 13 ألف ميل (21 ألف كم تقريباً)"، مضيفاً "هنا، نحتاج في الواقع 1000 لأن لدينا موانع طبيعية".
ورغم ذلك فإن مشروعه من الصعب أن يكتمل
مع حصول هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية على تمويل كافٍ لدعم بناء ما يتراوح بين 201 و205 أميال تقريباً (323 إلى 330 كم تقريباً) من الحواجز الحدودية الجديدة، وحتى الشهر الماضي، يبدو أنه من غير المرجح أن يتمكن ترامب أبداً من رؤية 1000 ميل من الجدار الحدودي مشيّدةً، حتى وإن فاز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات 2020 المقبلة.
علاوة على ذلك، فكما أشار موقع Axios الأمريكي يوم الأحد 25 أغسطس/آب، فإنَّ جدار إدارة ترامب الحدودي الممتد 60 ميلاً قد بُني فقط ليحل محل حواجز وسياجات كانت موجودة في السابق، ما يعني أن الحكومة لم تقدم سوى القليل لزيادة التأمين على طول الحدود الجنوبية.
وفيما يرغب كثيرون ممن ينتمون إلى القاعدة الشعبية لترامب في رؤية وعد الرئيس ببناء جدار حدودي حقيقة، يبدو أن أغلبية الأمريكيين يعتقدون أنه كان من الأفضل إنفاق أموالهم في مكان آخر. فبحسب استطلاع رأي أجراه مركز Pew البحثي، في يناير/كانون الثاني الماضي، يعارض 58% من الأمريكيين خطة الرئيس لتوسيع الجدار الحدودي للولايات المتحدة، مقارنةً بـ40% ممن عبَّروا عن دعمهم لها.