قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء 20 أغسطس/آب 2019، إن "أفراداً من الجيش الروسي متمركزين في محافظة إدلب السورية"، مشيراً إلى أن موسكو تتابع الوضع عن كثب.
وجاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية، ونقلت على لسان لافروف أيضاً قوله إن بلاده ستتصدى لأي هجمات يتم تنفيذها في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
من جانبها قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن لافروف قال في تصريحات صحفية: "نحن لا نتابع الموقف فحسب، فعسكريونا يتواجدون على الأرض في منطقة خفض التصعيد في إدلب، والذي يتضمن التزام زملائنا الأتراك بضمان الفصل بين المعارضة المسلحة، المستعدة للمشاركة في التسوية، وبين الجماعات الإرهابية".
وأضاف لافروف: "لقد أوضحنا أنه إذا قاموا بهجمات على هذه المنطقة، فإنه سيتم قمعها بشدة. هذه الاستفزازات لم تتوقف على مدار العام الحالي"، بحسب تعبيره.
قوات خاصة روسية
وتؤكد تصريحات الوزير الروسي ما قاله قياديون في المعارضة السورية في شهر يوليو/تموز الماضي، عن أن روسيا أرسلت قوات خاصة للقتال إلى جانب جيش نظام بشار الأسد الذي يسعى جاهداً لتحقيق مكاسب في الهجوم المستمر منذ أشهر ضد إدلب آخر أبرز معقل لقوات المعارضة.
ونقلت وكالة رويترز عن قادة في المعارضة قولهم إنه "رغم رغم تمركز ضباط وجنود روس خلف خطوط المواجهة، حيث يديرون العمليات ويستعينون بقناصة ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات، فإن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو قوات برية إلى ساحة المعركة في الهجوم الذي بدأ في نهاية أبريل/نيسان".
وقال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث باسم تحالف الجبهة الوطنية للتحرير: "هذه القوات الخاصة الروسية الآن متواجدة في الميدان"، وأشار إلى أنه "عندما تفشل قوات الأسد تقوم روسيا بالتدخل بشكل مباشر. الآن تدخلوا بشكل مباشر بعد فشل قوات النظام فقامت روسيا بقصف المنطقة بأكثر من 200 طلعة".
وقالت رويترز إن معركة إدلب تمثل حالة نادرة لحملة عسكرية لم تحسم لصالح روسيا منذ تدخلها في سوريا عام 2015.
وفي وقت سابق، قال جميل الصالح قائد "جيش العزة" -أحد أبرز فصائل المعارضة السورية- إن "نشر موسكو لأعداد لم يكشف عنها من القوات البرية إنما جاء بعدما لم تتمكن قوات خاصة سورية يطلق عليها (قوات النمر) وميليشيات متحالفة معها من تحقيق أي مكاسب ميدانية كبيرة".
وأضاف: "وجد النظام أنه في مأزق فاضطر أن يطلب من القوات الروسية أن تكون في الميدان"، وكرر ما سبق وأن ذكرته المعارضة من أن القوات الروسية والقوات المتحالفة معها، والتي حققت النصر في أي معركة رئيسية مع المعارضة منذ تدخلت موسكو في سوريا، أساءت تقدير قوة مقاتلي المعارضة وروحها المعنوية.
معارك عنيفة في خان شيخون
وتأتي تصريحات لافروف في وقت تحتدم فيه المعارك بين النظام وحلفائه من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى عند مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وفي معاقل المعارضة بريف حماة الشمالي.
وتضاربت الأنباء، اليوم الثلاثاء، بشأن حقيقة السيطرة الفعلية للنظام على خان شيخون، فبينما قال نظام الأسد إنه وسَّع نطاق سيطرته على خان شيخون، كما ذكرت وسائل إعلام تابعة له طرد المعارضة منها، إلا أن هيئة "تحرير الشام" قالت إن مقاتليها لا يزالون في المدينة.
ويسعى النظام للسيطرة على المدينة من أجل محاصرة مقاتلي المعارضة في الرقعة الوحيدة التي يسيطرون عليها في محافظة حماة المجاورة، وانتشرت أنباء اليوم الثلاثاء أن مقاتلي المعارضة انسحبوا بالفعل من مناطقهم بريف حماة خشية محاصرتهم، بعد تقدم النظام في خان شيخون.
كما تسعى قوات النظام من خلال السيطرة على خان شيخون لفتح طريق حلب – دمشق الدولي الذي يمر من جانب المدينة، فيما تتزامن محاولات تقدم النظام وحلفائه مع قصف شديد تشنه طائرات النظام وروسيا على مدينة خان شيخون وبلدات ومدن أخرى بريف إدلب الجنوبي.
وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير، عن مقتل 781 مدنياً على الأقل، بينهم 208 أطفال، جراء غارات للنظام وحلفائه على خفض التصعيد، خلال المدة الواقعة بين 26 أبريل/نيسان 2019، حتى 27 يوليو/تموز الماضي.
وسبق أن استهدف نظام الأسد في 4 أبريل/نيسان 2017 خان شيخون بالأسلحة الكيماوية، ما أسفر عن مقتل 100 مدني على الأقل.