زعمت عائلة أنَّ أفرادَها تعرَّضوا للتمييز العنصري، بعدما منعتهم الخطوط الجوية البريطانية من الصعود على متن رحلة متَّجهة من أمستردام إلى بريطانيا.
وقالت صحيفة The Sun البريطانية، الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2019، إنَّ الخطوط الجوية تُحقِّق الآن في الادّعاءات التي تلت رفض طاقم عمل الشركة في مطار سخيبول صعود زوجين في مقتبل العمر وصغيرهما على متن رحلة جوية متَّجهة إلى مطار جاتويك في لندن.
"تمييز عنصري" على متن الخطوط الجوية البريطانية
مرَّت العائلة البريطانية عبر بوابات تسجيل الدخول والبوابات الأمنية دون تصاريح للصعود على متن الطائرة، لكنَّهم مُنعوا عند البوابة من الوصول إلى الرحلة المتَّجهة من أمستردام إلى لندن، في يوم 20 يوليو/تموز.
لكن العائلة تقول إن "رجلاً بريطانياً أبيض" سُمح له بالسفر على الرغم من أنه لا يملك بطاقة صعود للطائرة، وإن هناك شاهداً يدعم كلامها.
استدعى عامل البوابة في الخطوط الجوية البريطانية الشرطة، التي اصطحبت كيران وديغنيتي موجو، وابنهما ذا الثلاثة أشهر، وأبعدتهم عن المكان.
وكانت تأخيرات في رحلة الطيران في مطار سخيبول هي سبب عدم حصول عائلة موجو على تصاريح الصعود إلى الطائرة، لكن إدارة المطار سمحت لهم بالعبور إلى البوابة، حيث كان من المتوقع أن تمنحهم خطوط الطيران البريطانية التصاريح.
ووثَّق راكب يدعى جوشوا آرثر ما حدث، إذ كتب آرثر: "لم يتمكن زوجان ورضيعهما -ثلاثة أشهر- من تسجيل الوصول بعد، بسبب تأخر في رحلة الطيران، ونتيجة لهذا لم يتمكنوا من الحصول على تصاريح الصعود إلى الطائرة" .
وأضاف: "حدث الشيء نفسه مع رجل إنكليزي. تفهّم طاقم العمل في المطار الموقف، وسمحوا لهم بالمرور عبر بوابات الأمن على أي حال" .
واستكمل: "لكن، عند بوابة الصعود إلى الطائرة، ترك العاملون بالخطوط الجوية البريطانية الرجل الإنكليزي يمر إلى الطائرة، لكنهم لم يسمحوا للزوجين وطفلهما بالصعود، حتى بالرغم من أن فريق عمل المطار سمح لهم بالفعل بالمرور عبر البوابات الأمنية دون تصريح لصعود الطائرة" .
واختتم قائلاً: "صوَّرنا نحن الركاب ما حدث عند بوابة الصعود إلى الطائرة للاستدلال به. وعندما اكتشف العاملون بالخطوط الجوية البريطانية، هدَّدونا بقولهم إننا لن يُسمح لنا بركوب الطائرة، إلا إذا رأونا ونحن نحذف الفيديو" .
ما جعل الأسرة في مأزق حقيقي
يُظهر الفيديو الزوجين ورضيعهما وهم في ضيق من ذلك المأزق. كانت الأم تهزُّ رأسَها وهي تهدهد ابنها وتقول: "أنا فقط (لا أفهم)، هذا الرجل لديه تذكرة، ولم يسجل وصوله. أنا لا أفهم لماذا نحن…" .
قبل أن يتدخل الأب: "إنهم يستبعدوننا بشكل ما، كما لو كنا مجرمين" . ثم استدار إلى موظفي الخطوط البريطانية الموجودين عند البوابة، وقال له: "استمعوا إليّ، إننا جميعاً بشر هنا" .
ثم أشارت الأم إلى الرجل الآخر الذي لم يسجل دخوله، وقالت: "معذرة، هذا الرجل لم يسجل دخوله أيضاً" . ثم قال الأب وقتها: "هذا تمييز" .
ويُظهر مقطع فيديو آخر شرطياً في المطار وهو يقول لراكب آخر: "أطلب منك الآن بلطف أن تتحرك" . ويمكنك أن تراهم وهم يدفعون الركاب إلى الخلف.
أثار غضب كلّ من شاهد الفيديو
أغضبت الحادثة كثيرين من مستخدمي موقع تويتر، وبدا ذلك واضحاً في تعليقاتهم.
إذ كتب حساب باسم Alpha_kirsten_naidoo: "سلوك بغيض من الخطوط الجوية البريطانية. من المريع أن هذا العته ما زال يحدث حتى يومنا هذا، وفي عصرنا الحالي، لا أعرف كيف يمكننا أن نعمل معاً ونتّحد عندما نضطر لرؤية هذا السلوك والزجر عنه" .
فيما قال Fiji_loving: "سلوك وتعامل مروّع في هذا الموقف من مطار سخيبول والخطوط الجوية البريطانية" . يعتقد الراكب جوشوا آرثر اليوم أن الزوجين تعرَّضا لتمييز عنصري.
قال جوشوا: "الفرق الأساسي الوحيد بين الأسرة الصغيرة والرجل الإنجليزي هو العرق والأمومة. وبعيداً عن ذلك فهم في الموقف نفسه"، مضيفاً: "ولهذا السبب فمن المنطقي بالنسبة لي أن أظن أن العائلة الصغيرة تعرَّضت للتمييز العنصري" .
تقول كيران، التي تعمل صيدليةً في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، إنَّها وجدت هذه التجربة مهينة.
وقالت: "تسبَّبت هذه التجربة بأسرها في إجهادنا عقلياً، وتعرَّضنا للصدمة والإذلال على الملأ. لقد تعرَّضنا لمعاملة غير آدمية، ومخزية، ومذلة، أمام طائرة مليئة بالركاب ينتظرون الصعود على متنها" .
وأضافت: "أدعو الله أن الطفل لن يتذكر هذا المستوى من التمييز" .
الخطوط البريطانية بدأت تحقيقاً في الحادثة
قال متحدِّث رسمي من الخطوط البريطانية: "إننا على اتصال مباشر بعملائنا بشأن هذه المشكلة. إننا نتعامل مع هذا بجدية شديدة، ونقود حالياً تحقيقاً دقيقاً مع موظفينا المعنيين بالتعامل مع الركاب على الأرض، ومطار سخيبول، لنفهم ما حدث كلياً" .
وأضاف متحدِّث رسمي باسم شرطة مطار سخيبول أنهم على دراية بالنقد الموجَّه للضباط الذين ظهروا في اللقطات.
وقال: "الفيديو يُظهر جزءاً صغيراً فقط من الواقعة. ما لم تلتقطه الكاميرا هو أن هذا الفرد تلقَّى العديد من الطلبات الشفهية بالرجوع إلى الوراء. وعندما لم يذعن إلى الأمر دفعته الشرطة بعيداً" .
إنها ليست المرة الأولى التي تُتَّهم فيها خطوط طيران بالعنصرية. في وقت سابق من هذا العام، صُور مقطع لطاقم عمل الكابينة على متن خطوط الطيران الأمريكية وهم يهدِّدون إحدى العائلات.
بينما تعرَّض راكب على خطوط easyJet للإحراج، بعد أن اقتحم أحد العاملين بالكابينة عليه الحمّام فجأة.