أشاد منفّذ الهجوم على متجر لوول مارت في إل باسو بولاية تكساس الأمريكية، بالمجزرة التي ارتكبها متطرف قتل عشرات من المصلين، في هجوم على مسجدين في نيوزيلندا، كاشفاً عن دافعه لارتكاب مذبحة بالمتجر قتل وجرح العشرات فيها.
وكشفت السلطات الأمريكية عن منفّذ الهجوم على المتجر، أمس السبت 3 أغسطس/آب 2019، وقالت إنه شاب أبيض عمره 21 عاماً، من ألين في تكساس، وهي ضاحية تابعة لمدينة دالاس، تبعد 1046 كيلومتراً شرقي إل باسو، على نهر ريو جراندي، في الجهة المقابلة من مدينة سيوداد خواريث عبر الحدود الأمريكية مع الولايات المتحدة.
ونقلت عدة تقارير إعلامية عن مسؤولين من وكالات إنفاذ القانون، قولها إن المشتبه فيه هو باتريك كروسياس.
وحتى صباح اليوم الأحد، كانت آخر إحصائية لقتلى الهجوم على المتجر 20 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة 26 آخرين، وقالت الشرطة إن المسلح استسلسم للشرطة في موقع الحادث.
وقال جريج ألين قائد شرطة إل باسو، إن السلطات تفحص بياناً من منفّذ الهجوم، يشير إلى أن "هناك رابطاً محتملاً بجريمة كراهية".
وانتشر بيان مؤلَّف من 4 صفحات على موقع "8 تشان" الإلكتروني الذي عادةً ما يستخدمه المتطرفون، والذي يُعتقد أنه من إعداد المنفذ، الذي وصف هجوم وول مارت بأنه "استجابة لغزو أصحاب الأصول الإسبانية لتكساس".
وعبّر منفّذ الهجوم عن دعمه للمسلح الذي قتل 51 مسلماً في مسجدين بكرايستشرش في نيوزيلندا.
إطلاق النار مباشرة على الضحايا
ويتشابه الهجوم على المتجر في تكساس ببعض جوانبه مع الهجوم الذي استهدف المسلمين في نيوزيلندا، حيث أظهرت صورةٌ لحظة دخوله وهو يحمل السلاح، ثم تصويبه مباشرة نحو الأناس الذين رآهم في طريقه.
وظهر في الصورة شاب أبيض يضع نظارة على عينيه، ويرتدي سروالاً وقميصاً داكناً ويُشهر بندقية. وكان يضع على أذنيه سماعات أو واقيات على ما يبدو، وفقاً لوكالة رويترز.
من جانبها، نقلت شبكة Fox News عن امرأة قصدت المتجر للتسوّق، قولها إنها سمعت دوياً "يشبه ألعاباً نارية" في أثناء محاولتها ركن سيارتها في موقف السيارات التابع للمركز التجاري.
وأضافت المرأة وقد عرّفت نفسها باسم فانيسا: "توجَّهت إلى المَخرج. رأيت رجلاً يرتدي قميصاً أسود وسروالاً مرقّطاً ويحمل ما بدا لي أنّها بندقية. كان يصوّبها على الناس ويطلق النار مباشرة عليهم. رأيت ثلاثة أو أربعة أشخاص يسقطون أرضاً".
وكان عديد من الموجودين في المتجر يشترون مستلزمات العودة للمدارس عندما وقع إطلاق النار، الذي جاء بعد ستة أيام فقط من قتل مراهق مسلحٍ ثلاثةَ أشخاص في شمالي كاليفورنيا.
ترامب يدين الهجوم
ووصف الرئيس دونالد ترامب الحادث على تويتر بأنه "عمل جبان"، قائلاً: "أقف مع الجميع في هذا البلد للتنديد بالعمل المقيت اليوم. لا توجد أسباب أو أعذار يمكن أن تبرر على الإطلاق قتل أشخاص أبرياء".
وكان قال في وقت سابق على تويتر أيضاً: "تحدثت مع الحاكم، للتعهد بالدعم الكامل من جانب الحكومة الاتحادية.. الله معكم".
بدوره، قال حاكم الولاية جريج أبوت للصحفيين: "سنتعامل مع الحادث قضائياً على أنه قتل عمد وكذلك على أنه جريمة كراهية، وهي ما يبدو عليه الحال تماماً". وأضاف: "لا أريد استباق الأدلة"، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال ريان ميلك المتحدث باسم مركز إل باسو الطبي الجامعي، إن المركز استقبل 13 مصاباً، أحدهم تُوفي. وكان من بين الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى طفلان نُقلا إلى مستشفى إل باسو للأطفال.
وأبلغت عضوة مجلس النواب فيرونيكا إسكوبار، وهي ديمقراطية من إل باسو، "سي إن إن" أن عدد الضحايا "صادم".
ويُعد هذا ثامن أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأمريكي الحديث، بعد واقعة عام 1984 في سان إيسدرو التي قُتل فيها 21 شخصاً.