أكدت الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، أنها ليست بصدد مغادرة اليمن، وسط عمليات إعادة انتشار قواتها التي تقوم بها.
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في مقال رأي بصحيفة Washington Post الأمريكية: "فقط لتوضيح الأمر، الإمارات وبقية التحالف لا تغادر اليمن".
وأكد قرقاش أن بلاده "ستعمل بشكل مختلف، وأن حضورنا العسكري باقٍ. وبما يتوافق مع القانون الدولي، سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الثلاثاء 23 يوليو/تموز 2019 عن الصحيفة الأمريكية.
وكانت الإمارات قد أعلنت بداية الشهر الجاري عن خفض في قواتها في مناطق عدة باليمن، ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".
وأكد قرقاش أنه يتوجب على الحوثيين أن ينظروا إلى الخطوة الإماراتية على أنها "إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع".
وأضاف في مقاله: "بينما تقوم الإمارات العربية المتحدة بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بنفس الطريقة التي بدأنا بها، بأعين مفتوحة".
وتابع: "لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل"، ولكنه أكد "الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية".
قرار أقلق السعودية
وأثار قرار الإمارات سحب قوات لها من اليمن استياءً لدى السعودية، حيث ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية، الخميس 11 يوليو/تموز 2019، أن دبلوماسي السعودية شعروا بخيبة أمل عميقة إزاء القرار الإماراتي، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي مطلع على الأمر، قوله إن كبار المسؤولين في البلاط الملكي تدخّلوا شخصياً مع الزعماء الإماراتيين لمحاولة إثنائهم عن الانسحاب.
ويشدد المسؤولون الإماراتيون على أنهم لن يغادروا اليمن بالكامل، وأن مهمة مكافحة الإرهاب التي تركز على ملاحقة متشددي القاعدة، الذين هم مصدر قلق أمريكي أساسي في اليمن، لم تُمسّ.
ويتوقع أن يُحافظ الإماراتيون على وجود منخفض في عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب، وسيواصلون دعم التحالف الذي يضم حوالي 16 ميليشيا يمنية، يقدر عددهم بحوالي 20 ألف رجل، ويتولّون معظم المهام القتالية على ساحل البحر الأحمر، في منطقة الحديدة.
وقال المسؤولون الإماراتيون منذ عدة أسابيع إنهم بدأوا تدريجياً وجزئياً سحب القوات التي قُدّر عددها قبل سنوات قليلة بنحو 5 آلاف جندي.
إلا أن الدبلوماسيين الغربيين والعرب الذين أُطلعوا في إيجاز على أمر الانسحاب، يقولون إن هناك تقليصاً كبيراً للقوات قد حدث بالفعل، وإن الإماراتيين مدفوعون في الغالب برغبتهم في الخروج من حرب أصبحت تكلفتها مرتفعة للغاية، حتى لو كان ذلك يرادف إغضاب حلفائهم السعوديين.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعاً دامياً منذ تموز/يوليو 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين، الذي يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى.
وتسبّب هذا النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.