قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، 14 يوليو/تموز إن بلاده لم تشتر منظومة إس 400 لتستعد للحرب وإنما لحماية السلام وأمنها القومي.
أردوغان يقول إن إس -400 ستصنع بالاشتراك مع روسيا
جاء ذلك في كلمة لأردوغان خلال استقباله رؤساء تحرير مؤسسات إعلامية تركية في مدينة إسطنبول.
وأكد أن تركيا ستتسلم كامل منظومة إس 400 بحلول أبريل/نيسان 2020، وأوضح أن الجيش التركي سيكون المتحكم الفعلي بشكل كامل بالمنظومة الدفاعية الروسية، وبيّن أن اتفاقية شراء بلاده منظومة إس-400 من روسيا، تعد أهم اتفاقية في تاريخ تركيا،لأن الاتفاقية تتضمن الإنتاج المشترك مع روسيا.
وقال: "تتم معاقبة تركيا بدلاً من تقديرها بسبب الدور الذي تلعبه من أجل أمن واستقرار المنطقة، وضرب مثالاً على ذلك بعدم استجابة أي من الدول الغربية لدعوته لإنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهابيين على طول حدود سوريا، ونجم عن عدم إنشاء تلك المنطقة تصاعد التهديد الإرهابي المنطلق من داخل الأراضي السورية إلى تركيا، وسقوط القنابل والصواريخ على المدن الحدودية التركية".
أردوغان أشار إلى أن "تركيا، أحد أكبر الدول الداعمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت حينها البحث عن أنجع الطرق لضمان أمنها في مواجهة هذا التهديد، وأرسلت عدد من دول الحلف أنظمة دفاع صاروخي إلى تركيا بشكل مؤقت، وفي وقت لاحق تم سحب بعض من هذه الأنظمة".
وقال إن تركيا حاولت شراء باتريوت في عهد أوباما لكنها فشلت
ووفقاً لتصريحات أردوغان، فإن تركيا حاولت خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة لشراء منظومة "باتريوت" الصاروخية، إلا أن الكونغرس الأمريكي لم يوافق، وفي النهاية تم الاتفاق مع روسيا على شراء منظومة "إس 400" بعد مفاوضات طويلة ومعقدة.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده شريك من بين 9 دول في تصنيع مقاتلات إف-35، مبيناً أن ما تلوح به الولايات المتحدة من إقصاء لتركيا من المقاتلات، لا يليق بسلوك صديق وشريك.
أردوغان أكد أن بلاده دفعت ملياراً و400 مليون دولار في إطار إنتاج إف-35، حتى هذه اللحظة، وأعرب عن ثقته بأن نظيره الأمريكي دونالد ترامب، لا يتشاطر الأفكار نفسها عن مقاتلات إف-35 بالشأن المتعلق بتركيا، مع مسؤولي إدارته.
وبيّن أن ترامب أوضح أمام الإعلام العالمي كله خلال لقائهما ضمن اجتماعات قمة العشرين في اليابان أواخر الشهر الماضي، موقفه الإيجابي من تركيا، مؤكداً على أن أنقرة غير مدرجة ضمن "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات".
مشيراً إلى أن واشنطن لا ترغب في إتمام صفقة إس -400
الولايات المتحدة ، حسب تصريحات الرئيس التركي ، لا ترغب في شراء تركيا إس-400 من روسيا، موضحاً أن واشنطن لم تضع أمام أنقرة بديلاً آخر، إلا شراء إس-400، بعد رفضها بيع صواريخ باتريوت إليها.
وأعرب عن رغبة تركيا في شراء منظومة باتريوت الأمريكية إلى جانب منظومة إس-400 الروسية.
وعن مقترح السيناتور الديمقراطي الأمريكي، بوب مينينديز، حول فرض عقوبات على تركيا بإقصائها من برنامج طائرات إف-35 لشرائها إس-400، ومصادقة مجلس الكونغرس رفع حظر بيع السلاح إلى قبرص الرومية، قال أردوغان إن "هذا شخص يكنّ العداء لتركيا".
وقال إن التهديد بإقصاء تركيا من إف 35 تهديد أحمق
وأكد أن تهديد السيناتور بإقصاء تركيا من برنامج إف-35، "تهديد أحمق يهدف إلى تقويض العلاقات التركية الأمريكية".
وفيما يتعلق أنشطة التنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط، لفت أردوغان إلى أن تركيا واليونان وبريطانيا دول ضامنة لحل أزمة جزيرة قبرص.
وأكد أن تركيا باعتبارها دولة ضامنة فيحق لها الدفاع عن حقوق أبناء جلدتها القبارصة الأتراك في الجزيرة.
وأعرب عن أسفه لعدم التزام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بالمسؤوليات الواقعة على عاتقها في هذا الشأن.
وبيّن أن الاتحاد لا يزال ينحاز إلى الجانب قبرص الرومية في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجزيرة.
وأكد أردوغان أن تركيا مستمرة في اتخاذ الخطوات اللازمة في مواجهة محاولات تجاهل حقوق ومصالح تركيا وجمهورية قبرص التركية شرق المتوسط.
وأشار أن سفينتي التنقيب التركيتين "فاتح" و"ياووز"، وسفينة "بربروس خير الدين باشا" البحثية، مستمرة في عملها في المنطقة رغم جميع التهديدات، بحماية القوات البحرية والجوية التركية.
وقال أردوغان إن تركيا تتابع أيضاً جميع التطورات في جنوب آسيا في أفغانستان، وباكستان والهند، كما تتابع عن كثب تطورات العقوبات الأمريكية على أفغانستان، وجميع تحركات السعودية والإمارات في منطقة الخليج.
وفيما يتعلق باللاجئين الذين تستضيفهم تركيا، قال أردوغان إن بلاده تستضيف ما بين 4.5 مليون إلى 5 ملايين من اللاجئين الهاربين من الأزمات والنزاعات في المنطقة، وعدّ استضافة كل هذا العدد من اللاجئين وإدارة أمورهم دون مشاكل نجاحاً في حد ذاته، واعتبر أن تركيا تستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام من أجل السياسية التي تتبعها في التعامل مع اللاجئين.
اقتصادياً، قلل الرئيس أردوغان من شأن تخفيض وكالة فيتش، تصنيف تركيا الائتماني.
وأضاف "لا نعير اهتماماً كبيراً لمثل هذه الخطوات سيما وأن معدل التضخم في بلادنا تراجع إلى 15.7% ونهدف لخفضه إلى خانة الآحاد حتى نهاية العام".