قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة 12 يوليو/تموز 2019، إن الحزب قلّص قواته في سوريا بعدما خفت حدة القتال هناك، مشيراً في ذات الوقت إلى أنه في حال اندلاع حرب ضد إيران، فإن طهران ستقصف إسرائيل بشدة.
ولعب "حزب الله" المدعوم بشكل كبير من إيران دوراً محورياً في الحرب بسوريا، حيث ساعد رئيس النظام بشار الأسد في استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال نصر الله في مقابلة مع تلفزيون "المنار" التابع للحزب: "ليس هناك مناطق في سوريا أخليناها بالكامل ولكن لا داعي أن تبقى الأعداد هي نفسها (…) ما زلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها في سوريا لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي وهذا ليس له علاقة بالعقوبات والتقشف المالي".
وأشار نصر الله إلى أن قواته قامت بإعادة انتشار وتموضع، وقال إن "كل التعاطي مع الملف السوري لا علاقة له بالعقوبات أو التقشف المالي، وأنه إذا دعت الحاجة لعودة كل من كان هناك سيعود".
عقوبات ضد حزب الله
وكانت تقارير غربية تحدثت في وقت سابق أن الحزب يمر بمرحلة اقتصادية صعبة للغاية، بسبب العقوبات المفروضة عليه وعلى إيران من قبل أمريكا، والتي أثرت على حجم الدعم المقدم له.
وقال "واشنطن تسعى لفتح قنوات اتصال مع حزب الله" رغم تكثيف العقوبات على مسؤوليها. ولم يصدر أي تعليق فوري من وزارة الخارجية الامريكية على ما قاله نصر الله.
وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة نواب حزب الله، والذي هو جزء من الحكومة الائتلافية في لبنان.
وتوسع العقوبات التي استهدفت اثنين من نواب الحزب وأحد كبار مسؤولي الأمن في الجماعة، نطاق حملة أمريكية تقول واشنطن إنها شملت 50 شخصا وكيانا على صلة بحزب الله منذ عام 2017.
وبحسب قول نصر الله فإن قواته لا تشارك حالياً في المعارك التي تشهدها محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) بين قوات النظام بدعم روسي، والفصائل المعارضة للأسد.
وأضاف أن "ما يسمعه الإيرانيون والسوريون من الروسي أنه غير مقتنع حتى الساعة بوجوب أو ضرورة خروج حزب الله أو إيران وبقية أفرقاء محور المقاومة"، بحسب قوله.
ورأى أنه "حتى الساعة لا مصلحة لروسيا أن تخرج إيران من سوريا" لافتاً إلى أن "الروس يحاولون تدوير الزوايا والوصول الى تسوية معينة تمنع مواجهة بين اسرائيل من جهة وحزب الله أو إيران في سوريا".
تهديد لإسرائيل
وتشن إسرائيل بين الحين والآخر قصفاً جوياً على مواقع لقوات تابعة لجيش نظام الأسد، و إيران، وفي بعض الأحيان قوافل تحمل أسلحة لحزب الله في سوريا.
وتريد إسرائيل إبعاد حزب الله والقوات الإيرانية من الحدود الجنوبية لسوريا المتاخمة لحدود الجولان الذي تحتله إسرائيل، وقال نصر الله إن إسرائيل "تلعب سياسة حافة الهاوية لأن إيران لن تخرج من سوريا".
وفي رده على التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وطهران، قال نصر الله إن إيران ستكون قادرة على قصف إسرائيل "بشراسة" في حال اندلاع حرب أميركية ضد إيران.
وسأل "من قال إنه سيتم تحييد إسرائيل إذا حصلت حرب على إيران؟"، مؤكداً أنّ "أول من سيقصف إسرائيل هي إيران.. وعندما يفهم الأميركي أن هذه الحرب يمكن أن تطيح وتزيل إسرائيل فسيعيد النظر".
وشدّد على أن "إيران لن تبدأ حرباً وأستبعد أن تقدم أميركا على حرب على إيران"، مرجحاً أن "يعمل الطرفان بقوة على عدم التدحرج الى حرب".
وتشهد العلاقة بين واشنطن وطهران توتراً متصاعداً منذ اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران والدول الكبرى، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية مشدّدة على طهران.
وسأل أيضاً: "هل من مصلحة الإمارات أن تحصل حرب مدمرة في الخليج.. هل للسعودي مصلحة في الحرب وهو يعرف أنه لن يستطيع مواجهة إيران؟". وشدد على أن "كل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران أو تقدّم أرضها للاعتداء على إيران سوف تدفع الثمن".
وقال نصرالله إن المتمردين الحوثيين "قادرون على قصف أغلب المطارات في المملكة العربية السعودية وقادرون على قصف الأهداف المطلوبة في دولة الإمارات، لكنهم يتدرجون"، بحسب قوله.