توعدت الولايات المتحدة الأمريكية، إيران، بمزيد من العقوبات، رداً على قرارها بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة يحظرها الاتفاق حول برنامجها النووي الموقع العام 2015.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 7 يوليو/تموز 2019، إنه "من الأفضل لإيران توخي الحذر"، وأضاف في تصريحات للصحفيين في ولاية نيوجرسي، أن إيران "تقوم بالتخصيب لسبب واحد، ولن أقول ما هو هذا السبب، لكنه ليس جيداً، من الأفضل أن يكونوا حذرين"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وأشار ترامب إلى أن الطريقة التي تعمل بها إيران توحي بسعيها لامتلاك سلاح نووي، مضيفاً: "لكنها لن تمتلكه أبداً" .
من جهته، كتب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على تويتر، أنّ "التطور الأخير في البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات. على الأمم العودة إلى السياسة القديمة التي تحظر التخصيب (…) إن امتلاك النظام الايراني لأسلحة نووية سيشكل تهديداً أكبر للعالم"، وفقاً لوكالة الأناضول.
ويُعد هذا أول رد أمريكي على ما أعلنته إيران حول تخصيب اليورانيوم.
مهلة إيرانية
وأمس الأحد، أعلنت طهران عن تبنيها الخطوة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشروعها في زيادة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.67%، وصولاً إلى 5%.
وأوضحت إيران أن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لم تتخذ إجراءات الحفاظ على المصالح الإيرانية، في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على طهران.
وأمهلت طهران في 8 مايو/أيار الماضي، الدول الأوروبية المشاركة بالاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، 60 يوماً للوفاء بتعهداتها تجاه إيران بموجب الصفقة.
كما أمهلتها، أمس الأحد، 60 يوماً إضافية، لإيجاد آلية للتبادل التجاري ونظم المدفوعات الدولية، في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة ضد طهران.
وفي مايو/أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية دخلت حيز النفاذ على دفعات اعتباراً من أغسطس/آب 2018.
إيران تعد بمزيد من التصعيد
وعقب التهديدات الأمريكية، قالت إيران اليوم الإثنين إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% هو أحد خياراتها، لاتخاذ خطوة ثالثة في تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وقال متحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "الخطوة الثالثة التي ستتخذها طهران لتقليص التزامها بالاتفاق النووي، ستكون أقوى" .
وعلى الرغم من لغة التهديد، فإن إيران تركت بعض المجال للمفاوضات، حيث قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على تويتر، إن كل الإجراءات التي اتخذتها بلاده لتقليص التزامها ببنود الاتفاق النووي "يمكن التراجع عنها" إذا أوفت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بالتزاماتها.
وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه، أمس الأحد، إن آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي الإيراني لن يتم تفعيلها الآن. وتمنح الحكومة الفرنسية نفسها فرصة حتى منتصف يوليو/تموز الجاري لمحاولة الدعوة لمحادثات مجدداً بين كل الأطراف.
وبموجب تلك الآلية سيعاد فرض كل العقوبات المنصوص عليها في قرارات صادرة عن الأمم المتحدة على إيران إذا أخفقت سلسلة من الخطوات المحددة لحل الخلافات بشأن الاتفاق في تحقيق هدفها.
وكان الأوروبيون قد رفضوا انسحاب ترامب من الاتفاق النووي العام الماضي، لكنهم أيضاً أبدوا انزعاجهم من قرار طهران، أمس الأحد.
واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يتجاوز الحد المتفق عليه، وقال إن الخطوة "انتهاك" للاتفاق.
وقالت متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي الموقع في 2015 وعليها التوقف فوراً والعدول عن أنشطتها.
وحث الاتحاد الأوروبي إيران على وقف التصرفات التي تقوض الاتفاق النووي، قائلاً إنه على اتصال بالأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق وقد يؤسس لجنة مشتركة لبحث القضية.