قلّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شأن تقرير أعدّته إدارته وحذّرت فيه من "الاكتظاظ الخطير" في مراكز احتجاز المهاجرين، والظروف القاسية التي يعاني منها هؤلاء، بقوله إنّ المهاجرين غير الراضين عن هذه الظروف يمكنهم بكل بساطة أن يبقوا في بلادهم.
وقال ترامب، في تغريدة على تويتر، أمس الأربعاء 3 يوليو/تموز 2019: "إذا لم يكن المهاجرون غير الشرعيين راضين عن الظروف في مراكز الاحتجاز التي تمّ بسرعة بناؤها أو تجديدها، فما عليكم سوى أن تقولوا لهم ألا يأتوا إلى هنا. هذا الأمر كفيل بحلّ كلّ المشكلات!".
وأتت تغريدة ترامب غداة تقرير أعدّته وزارة الأمن الداخلي وحذّرت فيه من "الاكتظاظ الخطير" في مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
خطر على المهاجرين
وتضمّ هذه المراكز آلاف المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة خلسة على أمل تأسيس حياة جديدة فيها بعيداً عن بلادهم الواقعة بغالبيتها في أمريكا الوسطى، والتي هجرها القسم الأكبر منهم هرباً من العنف والفقر.
وبحسب التقرير الذي أعدّه المفتش العام في وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن شرطة الحدود، فإنّ مراكز احتجاز المهاجرين في تكساس تشكّل خطراً عليهم، ولا سيّما بسبب عدم قدرتهم على الاستحمام في هذه المراكز بالقدر الكافي، وعدم حصولهم فيها على وجبات طعام ساخنة، أو على ثياب لتبديل ملابسهم المتسخة، فضلاً عن فترات احتجازهم الطويلة.
وزاد هذا التقرير من الضغوط التي تتعرض لها إدارة ترامب لإغلاق هذه المراكز، والإفراج عن هؤلاء المهاجرين.
وجاء في تقرير المفتش العام: "نحن قلقون من عدد المحتجزين الذي يفوق طاقتها (المراكز) واعتقالهم لفترة طويلة وهما أمران يشكلان خطرا مباشراً على صحة وسلامة موظفي وضباط الوزارة وكذلك المحتجزون".
وزار موظفون في الوزارة في يونيو/حزيران خمسة من هذه المراكز تقع بالقرب من الحدود المكسيكية التي شهدت في الأشهر الأخيرة تدفقاً كبيراً للمهاجرين، الذين يحاولون دخول الأراضي الأمريكية بطريقة غير قانونية.
قاصرون بين المهاجرين
وفي مايو/أيار، أوقف 144 ألف شخص وضعتهم الشرطة قيد الاحتجاز في مراكز على الحدود. لكن الأماكن قليلة في هذه المنشآت وكذلك في مراكز الإيواء التي ينقل إليها عادة القاصرون والعائلات.
وقال التقرير إن بعض القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون وتقلّ أعمارهم عن سبع سنوات، كانوا ينتظرون نقلهم منذ أسبوعين على الأقل، بينما يجب تسليم هؤلاء الأطفال إلى عائلاتهم أو تتولّى وكالة حكومية أمرهم خلال 72 ساعة.
وظهر في صور التقطها المحققون محتجون مكدّسون في زنازين مكتظة أو صالات تفصل بينها أسيجة وبعضهم يغطون أفواههم بأقنعة واقية.
وفي ليلة الإثنين الماضي، أعلنت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك وفاة رجل هندوراسي يبلغ من العمر 30 عاماً كان محتجزاً لديها، إذ توفي في مستشفى بمدينة هيوستن، يوم الأحد 30 يونيو/حزيران 2019، بحسب ما ذكرته شبكة CNN.
وصار الرجل الذي يدعى يمي أليكسيز بالديراموس-توريس، بعهدة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة في 6 يونيو/حزيران 2019، ونُقل إلى مرفق احتجاز هيوستن في 18 يونيو/حزيران. وفي يوم الأحد، وُجد بزنزانته ميتاً ولم تنجح محاولات إنعاشه.
يُذكر أن بالديراموس-توريس هو الشخص السادس الذي يموت وهو محتجز لدى وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وكان ترامب أعلن في ربيع 2018 أنّه لن يتسامح إطلاقاً مع الهجرة. ومن بين ما وعد به وقف إجراء "اعتقال وتحرير" (كاتش أند ريليز) الذي يسمح بإطلاق سراح المهاجرين على الأرض الأمريكية خلال دراسة ملفاتهم.