قال كبير مستشاري البيت الأبيض غاريد كوشنر، الأربعاء 3 يوليو/تموز 2019، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "معجب جداً" بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومستعد للتواصل معه في الوقت المناسب بخصوص اقتراح أمريكي للسلام.
وفي تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف، لمَّح كوشنر أيضاً إلى أن خطة السلام الأمريكية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون بها، بدلاً من عودتهم إلى أراضٍ أصبحت الآن في دولة إسرائيل.
وكان مستشار البيت الأبيض قال الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، إن القضايا الاقتصادية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمكن حلها، وإنه سيطرح خطة سياسية عندما يكون الوقت مناسباً.
وقال كوشنر للصحفيين بعد مؤتمر المنامة الذي ناقش خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية وقيمتها 50 مليار دولار: "بحضور وزراء المالية ورجال الأعمال، استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثلما أراه، وهو أنه مشكلة يمكن حلها اقتصادياً. اعتقدنا أن من المهم طرح الرؤية الاقتصادية قبل الرؤية السياسية، لأننا بحاجة إلى أن يرى الناس كيف يمكن أن يكون المستقبل".
رفض فلسطيني لخطة غاريد كوشنر الاقتصادية
وصف رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، الخطة الاقتصادية الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط بأنها "منفصلة عن الواقع"، مستبعداً تطورها إلى خطة سياسية.
جاء ذلك بعد يوم من اختتام مؤتمر دولي رعته إدارة الرئيس دونالد ترامب في البحرين، بهدف إرساء الأسس الاقتصادية للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
واعتبرت الولايات المتحدة ورشة البحرين التي استغرقت يومين، المرحلة الأولى من خطتها الأوسع نطاقاً لحل الصراع في الشرق الأوسط. وقالت دول خليجية عربية حليفة للولايات المتحدة، إن المبادرة الاقتصادية قد تكون واعدة إذا تم التوصل إلى تسوية سياسية.
لكن رئيس الوزراء الفلسطيني قال لـ "رويترز"، إنه يشعر بأن تلك المبادرة "لن تُنفَّذ على أرض الواقع ولن يكون لها مستقبل".
وأضاف في مقابلة معه بمكتبه في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة: "أعتقد أنها كانت ورشة اقتصادية منفصلة ومنبتَّة الصلة تماماً عن الواقع.. لم تكن سوى تجربة ذهنية".
والمقترحات التي طُرحت في ورشة البحرين التي حملت عنوان "الازدهار من أجل السلام"، تمثلت في إنشاء صندوق استثماريٍّ قيمته 50 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول المجاورة، على أن يُخصَّص أكثر من نصفه للأراضي الفلسطينية على مدى عشر سنوات.
في انتظار الكشف عن تفاصيل خطته السياسية
وقاطع القادة الفلسطينيون المؤتمر، وما زالوا يرفضون التواصل مع البيت الأبيض، لاتهامه بالانحياز إلى إسرائيل بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
لكن التفاصيل السياسية للخطة التي تأجل الكشف عنها مراراً، بقيت طي الكتمان ولا يُعرف عنها إلا عدد محدود من الشخصيات. ويقود غاريد كوشنر صهر ترامب جهود صياغة تلك الخطة وطرحها.
ويقول كوشنر ومبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن الكشف عن العناصر السياسية للخطة سيتم لاحقاً، وربما يكون ذلك بعد إجراء انتخابات مبكرة بإسرائيل للمرة الثانية في سبتمبر/أيلول 2019.
لكن الفلسطينيين يخشون من أن فريق ترامب ربما يتخلى عن حل الدولتين، الذي يعتمد على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل.