بحثاً عن النوم المثالي.. ما هو «هوس النوم الجيد»؟ وكيف يمكن أن يكون ضاراً بنومك وليس العكس؟

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة فإن بعض الأشخاص "يقومون بالتقدير الذاتي (لمعايير النوم جيداً) أكثر مما ينبغي لكن كيف يمكن أن يكون البحث عن النوم المثالي سبباً في الضرر بنومك؟ هذا ما تناوله التقرير

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/28 الساعة 09:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/27 الساعة 15:02 بتوقيت غرينتش
ما هو «هوس النوم الجيد»؟ وكيف يمكن أن يكون ضاراً بنومك

هل تحسب كمّ الوقت الذي تستريحه حقاً كل ليلة، إذا كنت تتحدث أو تتحرك في أثناء نومك؟ متى يكون نومك خفيفاً أو عميقاً، إذا كنت تشخِّر؟ وإذا كانت الضوضاء تزعجك، فمتى يكون أفضل وقت للاستيقاظ؟

تعتمد نوعية النوم على كثير من الأشياء التي يمكنك قياسها اليوم بفضل التقنيات الجديدة التي على الرغم من ذلك، قد جعلت من الصعب التفكير في أن المرء قد يحظى بنوم سيئ.. إلا أن ذلك يحدث.

في الواقع، يمكن أن يضر تحليل كل هذه المعايير بنومك ويصبح هاجساً حقيقياً يسميه المتخصصون أورثوسومنيا (orthosomnia)، وهو المصطلح الذي يأتي من (ortho) من orthos اليونانية، وهو ما يعني الصحيح و (somnia) أي النوم.

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine، وهي مجلة شهرية تصدرها الأكاديمية الأمريكية لطب النوم AASM، فإن بعض الأشخاص "يقومون بالتقدير الذاتي (لمعايير النوم جيداً) أكثر مما ينبغي".

ولكن كيف يمكن أن يكون البحث عن النوم المثالي سبباً في الضرر بنومك؟ هذا ما تناوله تقرير موقع BBC Mundo الإسباني.

بحثاً عن النوم المثالي

يجب أن ينام الشخص البالغ سبع ساعات على الأقل، لكن قليلاً منا يتمكن من تطبيق المعايير الصحيحة، وأصبح الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا لمحاولة تحقيق ذلك، في تزايد.

في الدراسة، تشرح نانسي جاو، وريبيكا مولين وثلاثة متخصصون آخرون بجامعة نورث وسترن في إلينوي، أن "استخدام أجهزة مراقبة النوم ينتشر بسرعة ويوفر فرصة للأفراد للمشاركة في مراقبة أنماط نومهم".

واستدرك الباحثون: "لكن هناك عدداً متزايداً من المرضى الذين يبحثون عن علاج لاضطرابات النوم المُشخَّصة ذاتياً، مثل عدم كفاية المدة أو الأرق في فترات الراحة الخفيفة أو النوم المضطرب، وذلك وفقاً لما يُلاحَظ في بيانات استماراتهم".

ويوضح الباحثون أن هذا "السعي نحو الكمال من أجل النوم المثالي" يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإرهاق في أثناء النهار، لأن الأجهزة المستخدمة لقياس جميع أنواع استمرار النوم يمكن أن تزيد من التوتر لدى بعض المرضى".

بالإضافة إلى ذلك، يحذرون من أن هناك عديداً من الدراسات التي تقول إن الأجهزة المستخدمة لقياس النوم "غير دقيقة" وإن "انعدام الشفافية" بهذه الأجهزة يجعل من المستحيل معرفة إلى أي مدى يمكن الاعتماد عليها.

مثال يوضح كيف يمكن أن تأتي التطبيقات التي تراقب النوم (مثل Sleep Cycle، Pillow أو Sleep Time) بنتائج عكسية، وأنها تدفعنا في بعض الأحيان إلى ضاء كثير من الوقت في السرير، لمحاولة زيادة مدة النوم التي نص عليها التطبيق، وهو الأمر الذي يحذرون أنه "يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأرق".

يقولون: "نظراً إلى أن هذه الأجهزة تميل إلى المبالغة في تقدير النوم، فإنها يمكن أن تعمل على تعزيز العادات السيئة بتشجيعنا على إطالة الوقت الذي نقضيه في السرير".

هوس التطبيقات والأجهزة

أولئك الذين يعانون الأورثوسومنيا غالباً ما يعانون التهيج ومشاكل التركيز والخمول عندما يستيقظون، ليجدوا في التطبيق أن ساعات نومهم لم تكن جيدة كما ينبغي.

حلل الخبراء استخدام أجهزة قياس جودة النوم في الولايات المتحدة وخلصوا إلى أن 10% من السكان بالبلاد يستخدمونها ونحو 50% يفكرون في شراء أحدها. هناك مئات من التطبيقات، لكن العلامات التجارية الأكثر استخداماً هي Fitbit أو Apple Watch أو Nike أو Jawbone.

لكن استخدامها لا يقتصر على الولايات المتحدة، بل ينتشر في جميع أنحاء العالم.

الأساور والساعات الذكية، والتطبيقات التي تقيس النوم تعِد بتحليل عميق لوقت الاستراحة.

يقول المصنِّعون لسوار النشاط: "عندما تستخدم جهاز Fitbit لمراقبة نومك، فسوف تشاهد سجلاً للمراحل التي تمر بها خلال الليل". 

يكتب موقع Apple Watch أنه يمكنك استخدامها "لمراقبة ساعات النوم على iPhone" وحتى تدوين سجلٍّ لك.

يعِد Sleep Cycle بإجراء "تحليل للنوم حاصل على براءة اختراع"، ويجعل الاستيقاظ "هادئاً جداً"، لكي تشعر "بالراحة والنشاط".

ويتيح لك Sleep Time الذي تقدمه شركة Apple تقييم الأنماط "على المدى البعيد" أو تحليل دورات نومك.

ومع ذلك، تقول الدراسة: "على الرغم من تزايد الاهتمام بهذه الأجهزة بين المستهلكين، فإن خبراء النوم كانوا حذرين للغاية بشأن استخدامها في العلاج، بسبب عدم توافقها مع اختبار النوم المتعدد ,Actigraphy (الأجهزة الطبية المستخدمة في قياس النوم)".
يقول العلماء إن مدة النوم وجودته هما العاملان الأكثر أهمية بالنسبة للناس.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن قلة الراحة مشكلة عالمية، ولهذا السبب تزداد أهميةً في الصحة العامة.

ولكن يضاف إلى ذلك أن معظم أولئك الذين يعانون مشاكل النوم لا يطلبون مساعدة المختصين.

يمكن أن تصبح قلة النوم مشكلة صحية خطيرة، لكن الشعور بالقلق من الحصول على النوم المثالي يمكن أن يكون مصدراً للتوتر. لهذا السبب يفضل أطباء النوم وصف تغييرات في الروتين بدلاً من استخدام التطبيقات.

نصائح للنوم جيداً

وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالولايات المتحدة:

  • ألزِم نفسك بجدول للنوم: اذهب إلى الفراش واستيقظ في الوقت نفسه يومياً.
  • تجنَّب الكافيين والنيكوتين.
  • لا تمارس الرياضة في وقت متأخر للغاية خلال اليوم.
  • تجنَّب المشروبات الكحولية قبل النوم.
  • تجنَّب الإكثار من الطعام والمشروبات في وقت متأخر من الليل.
  • لا تأخذ قيلولة بعد الساعة الثالثة مساءً.
  • استرخِ قبل النوم. على سبيل المثال، لا تأخذ حماماً ساخناً.
  • هيِّئ بيئة مناسبة للنوم.
  • تخلّص من الملهيات الموجودة  في الغرفة: الضوضاء، الأضواء الساطعة، سرير غير مريح، تلفزيون أو كمبيوتر.
  • بعد ذلك كله، قم بزيارة طبيبك إذا كنت لا تزال تواجه مشكلة في النوم.

تحميل المزيد