أعلن رئيس المجلس العسكري السوداني، عبدالفتاح البرهان، الأربعاء 19 يونيو/حزيران 2019، جاهزية المجلس لاستئناف المفاوضات مع قوى "إعلان الحرية والتغيير"، داعياً إياهم للعودة إليها "اليوم قبل الغد".
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بممثلين عن المجلس القومي للمهن الطبية والصحية، في قاعة الصداقة بالعاصمة الخرطوم.
وجدَّد "البرهان" تأكيده رفض المجلس العسكري التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، وترحيبه بالمباردات الوطنية السودانية، وعدم قبول أي حل يُقصي أي جزء من مكونات الشعب السوداني.
وتابع في حديثه: "البلاد حالياً بلا حكومة منذ 3 أشهر، وهذا يمهد لتدخُّل المخابرات الخارجية والسفارات".
"العسكري السوداني" يرفض التدخلات الخارجية
وقال "البرهان": "نرحب بالتفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير، لكن دون إقصاء لأي سوداني في الحل الوطني.. وندعوهم إلى استئناف الحوار اليوم قبل الغد".
وأكد أن المجلس ليس لديه أي شرط للتفاوض مع أي طرف، لكنه لن يسمح للسودان بأن ينزلق في الفتنة.
وتابع: "هناك تدخلات أعاقت سير التفاوض، والتنافس من أجل المكاسب هو السبب في عرقلة التفاوض، لكننا لا نضع أي شروط أو عراقيل أمام التفاوض مع أي قوة سودانية سياسية".
لكن المبعوث الإثيوبي سيعود إلى الخرطوم مجدداً
وفي سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي أن المبعوث الإثيوبي، محمود درير، سيعود إلى الخرطوم الخميس 20 يونيو/حزيران 2019، لاستئناف التفاوض غير المباشر بين المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير".
وأوضح المصدر الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، أن هذه العودة تأتي بعد إطلاعه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، على تطورات المفاوضات بين الطرفين.
وفي السياق ذاته، قال مصدر من قوى "إعلان الحرية والتغيير" لـ "الأناضول"، إنهم في انتظار عودة المبعوث الإثيوبي، للاطلاع على مقترحاته الجديدة، ودراستها والرد عليها.
شروط المعارضة لاستئناف المفاوضات
وتشترط "قوى التغيير" لاستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري أن يعترف بارتكابه جريمة فض الاعتصام، وتشكيل لجنة تحقيق دولية.
وأعلن نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في وقت سابق، اعتزام المجلس تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية "بأقصى سرعة" إلى حين إجراء انتخابات.
وأعرب المجلس العسكري مراراً عن اعتزامه تسليم السُّلطة إلى المدنيين، لكن "قوى التغيير" تتخوف من احتمال التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسُّلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان 2019، عمَر البشير من الرئاسة، بعد 30 عاماً في الحكم؛ وذلك تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.