غاب الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، عن مباراة نهائي كأس الجزائر لكرة القدم أمس السبت 8 يونيو/ حزيران 2019، وذلك لتفادي مواجهة الجمهور في خضم حركة احتجاجية غير مسبوقة تشهدها البلاد.
وقالت وسائل إعلام إن هذه أول مرة يغيب فيها الرئيس، أو رئيس الوزراء الذي ينوب عنه، منذ انطلاق هذه المنافسة في موسم 1962-1963، بينما تم تكليف وزير الشباب والرياضة سليم رؤوف برناوي هذه المهمة، كما ظهر على التلفزيون الحكومي الذي نقل المباراة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تأجيل انطلاقة المباراة
وقبل بداية المباراة اندلعت أعمال شغب بين مناصري الناديين، شباب بلوزداد وشبيبة بجاية في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ولم تسلم المنصة الرسمية من رمي مقذوفات ما اضطر قوات الأمن إلى إخراج الوزراء وباقي الرسميين، كما أكد موقع "كل شيئ عن الجزائر" الاخباري.
وقالت وكالة الأناضول إن الوفد الذي يضم شخصيات مسؤولة غادر المدرجات قبل بداية اللقاء بدقائق، جراء الشتائم التي تعرض لها.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرمي قارورات ماء خلف منصة الشرف وأمكن سماع صيحات "سلطة قاتلة" باللغة الفرنسية.
وتأخر انطلاق المباراة المقررة في الساعة الخامسة (16:00 بتوقيت غرينتش) لنحو عشر دقائق لانتظار إعادة تأمين المدرجات، وعودة الوزير لمصافحة لاعبي الناديين على أرض الميدان، كما أظهر التلفزيون الناقل للمباراة.
احتجاج المصورين
وقرّر المصورون مقاطعة نزول الوزير الى أرض الميدان بوضع كاميراتهم على الأرض، احتجاجا على تأخير دخولهم إلى الملعب ، كما نشر جعفر سعادة مصور صحيفة الشروق على صفحته على موقع فيسبوك.
وانتهت المباراة بفوز شباب بلوزداد بنتيجة هدفين لصفر ليُتوج بالكأس للمرة الثامنة في تاريخه.
ومنذ مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في 2013 أصبح تسليم الكأس، وهي منافسة تنظمها رئاسة الجمهورية، من مهام رئيس الوزراء، كما فعل أحمد أويحيى في نسخة الموسم الماضي، علما بانه تعرض لصيحات السب والشتم طوال المبارة.
وعلق الباحث الاجتماعي ناصر جابي على غياب الرئيس ورئيس الوزراء خوفا من الجمهور أن "ملاعب كرة القدم في الجزائر هي المناطق الاولى من التراب الوطني المحررة من رجس النظام" كما كتب على صفحته على موقع فيسبوك.
ويعد جمهور الملاعب من أبرز الناشطين في الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة منذ بدايتها في 22 شباط/فبراير، كما ان أغانيهم التي فيها الكثير من الرسائل السياسية هي الأكثر تردادا في التظاهرات الأسبوعية كل يوم جمعة.
ويطالب الجزائريون في جمعات متتالية، برحيل بقايا نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.
ويواجه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح منذ تنصيبه في 6 أبريل/نيسان الماضي، رفضا شعبيا قويا.
كما قام المواطنون بمختلف المحافظات، بمنع وزراء حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي، من أداء مهامهم الميدانية، معتبرين أنهم من بقايا نظام بوتفليقة الذي "يجب أن يقتلع من جذوره"، حسب الغاضبين.
ويجرى نهائي كأس الجزائر عادة في ملعب 5 يوليو الأولمبي بالعاصمة، الذي يتسع ل120 ألف متفرج، بحضور رئيس الجمهورية ووزرائه وكبار القادة السياسيين والعسكريين وضيوف أجانب.