قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن سمعة زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي تضررت في الغرب في الشهور الأخيرة بسبب إخفاقها في إدانة التطهير العرقي وسجن الصحفيين.
زعيمة ميانمار تحاول إنقاذ نفسها بعد تضرر سمعتها في الغرب
ففي زيارة نادرة لها إلى أوروبا، التقت سو كي، الحائزة جائزة نوبل للسلام حين كانت ذات يوم رمزاً للديمقراطية في ميانمار، برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في بودابست. وهناك، كان للقائدين رؤى مشتركة حول موضوع الهجرة والإسلام.
يذكر أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان معروف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة ، وهو أحد رموز اليمين المتطرف.
وجاء في البيان الصادر عقب اجتماعهما أنَّ "القائدين أشارا إلى أنَّ الهجرة تُعتبر من أكبر التحديات الحالية في بلديهما ومنطقتيهما، جنوب شرق آسيا وأوروبا".
وتابع البيان: "كما أوضحا أن المنطقتين تشهدان تنامي مشكلة التعايش المشترك في ظل تزايد السكان المسلمين".
وقد أصبحت مصدر خيبة أمل لكل من دعمها قبل ذلك
هذا، وقد أضحت سو كي مصدر خيبة أمل لمعظم الحكومات الغربية التي كانت تناصرها، فقد كانت محل إشادة قبل هذا بوصفها الأمل الأكبر في الديمقراطية بميانمار حين انتخبت قائدة مدنية في عام 2015 بعد أن احتجزها العسكريون 15 عاماً تحت الإقامة الجبرية.
غير أنَّها فشلت في إدانة الحملة العسكرية العنيفة ضد أقلية الروهينغا المسلمة في عام 2017، التي انطوت على حوادث اغتصاب وقتل لآلاف من الروهينغا، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنَّه إحدى ممارسات التطهير العرقي. وقد أثبت دفاعها عن الأعمال العسكرية الوحشية ضد مسلمي ميانمار أنَّها بالفعل مثيرة للجدل.
ومنذ ذلك الحين، فشلت حكومة أون سان سو كي باستمرار في تقديم ضمانات لمليون شخص من الروهينغا، يعيشون في مخيمات لاجئين في بنغلاديش كانوا قد هربوا عبر الحدود بحثاً عن الأمان، ضمانات تفيد بأنهم سيحظون بالأمان وبفرصة للمواطنة حال عادوا.
وبالنسبة إلى أوربان، فإنَّه يحظى بسجل مشين مشابه. فقد أعلنت حكومته وجود "أزمة من جراء الهجرة" في عام 2015، ما أثار الخوف في المجر من أنَّ المهاجرين يشكلون خطراً مزعوماً. وقد أصدرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة لمجلس أوروبا تقريراً حديثاً تتهم فيه حكومة أوربان باستخدام شعارات معادية للمهاجرين تؤجج مشاعر رهاب الآخر، والخوف، والكراهية".
تتحدث سو كي على نحوٍ متزايد ضد فرض الأفكار والمبادئ الأوروبية على ميانمار، وهو موقف انعكس في تصريح لأوربان بعد لقائهما؛ إذ أكد رفضه "لتصدير الديمقراطية" من دول غربية أخرى".
وترصد المؤسسات الحقوقية ملف زعيمة ميانمار المتراجع في حقوق الإنسان
حيث قال فيل روبرتسون، نائب رئيس منطقة آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش: "أونغ سان سو كي تراجعت على نحو مثير للدهشة من كونها محبوبة الاتحاد الأوروبي لدرجة أنَّها تعتمد الآن على لقاء مع أوربان، المنبوذ من أوروبا، باعتباره إنجازاً مهماً، بعدما ساعدت على نحوٍ مخزٍ جيش ميانمار في التعتيم على الإبادة الجماعية بحق مسلمي الروهينغا، فهي الآن تلتقي بحفاوة وتصنع صداقات مع أكثر زعماء أوروبا كرهاً للأجانب ومناهضةً للديمقراطية".
هذا، ولم يتسن الوصول لمتحدث عن حكومة ميانمار للحصول على تعليق.
وزارت أونغ سان سو كي لأوروبا الوسطى بهدف تقوية الروابط الاقتصادية في المنطقة. فقبل زيارتها للمجر، زارت جمهورية التشيك؛ حيث التقت برئيس الوزراء أندريه بابيش.