قال رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، الأربعاء 6 يونيو/حزيران 2019، إن المجلس ما زال منفتحاً "لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن".
وأدلى البرهان بهذا التصريح في رسالة بمناسبة عيد الفطر بعد يوم من إعلانه أن المجلس ألغى كل الاتفاقات مع تحالف المعارضة وسيجري بدلاً من ذلك الانتخابات خلال تسعة أشهر.
والثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2019 فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة قتل مدنيين في السودان وإصدار نداء ملح من القوى الدولية لوقف فوري للعنف في السودان، وذلك بسبب اعتراض من جانب الصين مدعومةً من روسيا، بسحب ما أعلن دبلوماسيون.
مجلس الأمن يفشل في إدانة قتل المحتجين في السودان
وجاء اجتماع مجلس الأمن بناءً على طلب بريطانيا وألمانيا، للاستماع إلى إحاطة قدمها مبعوث الأمم المتحدة نيكولاس هايسوم الذي يعمل مع الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة بالسودان.
وقال هايسوم للصحفيين إنه "لم يتخل عن الأمل" بوجود حل.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن مغلق وزعت بريطانيا وألمانيا بياناً صحفياً يدعو الحكام العسكريين والمتظاهرين في السودان إلى "مواصلة العمل معاً نحو حلّ توافقي للأزمة الحالية"، وفقاً لمسودة البيان الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس.
واعترضت الصين اعترضت بشدة على النص المقترح، فيما شددت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس رداً من الاتحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيون.
واعتبر نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن النص المقترح "غير متوازن"، مشدداً على ضرورة "توخي حذر شديد" حيال الوضع.
دول أوروبية تدين هجمات الخرطوم
بعد أن فشل مجلس الأمن في الاتفاق، قالت ثماني دول أوروبية في بيان مشترك إنها "تدين الهجمات العنيفة في السودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضد المدنيين".
وأكدت كل من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد أن "الإعلان الأحادي" الصادر عن المجلس العسكري "بوَقف المفاوضات وتشكيل حكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون فترة زمنية قصيرة جداً، هو أمر يُثير قلقًا كبيراً".
فيما قال البيان الأوروبي: "ندعو إلى نقلٍ مُتفقٍ عليه للسلطة إلى حكومة يقودها مدنيون، كما طالب الشعب السوداني".
ويتطلع الدبلوماسيون بمجلس الأمن إلى اجتماعٍ لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الأربعاء 5 يونيو/حزيران 2019.
وأشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة إلى أن مجلس الأمن الدولي قد يُعيد النظر في القضية ويُحاول الاتفاق مجدداً على موقف مشترك.
فيما قال السفير الألماني كريستوف هوسجن قبل اجتماع مجلس الأمن: "نحن بحاجة ماسة لعودةٍ إلى طاولة المفاوضات. الشرعية لا يُمكن أن تأتي من فوهة البندقية".
فيما أكد رفضه لخطة المجلس العسكري السوداني، معتبراً أن الظروف غير ملائمة لإجراء اقتراع في كل أنحاء البلاد.
ارتفاع عدد ضحايا عملية فض الاعتصام
وبدأ اعتصام الخرطوم أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل/نيسان 2019، للمطالبة بعزل الرئيس (السابق) عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري عقب الإطاحة بالبشير، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضه بالقوة.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة، الأربعاء 5 يونيو/حزيران 2019، إن عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اقتحمت قوات الأمن الاعتصام خارج مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم ارتفع إلى 60.
وكانت آخر إحصائية للقتلى تشير إلى أن العدد 35.
والإثنين 3 يونيو/حزيران 2019، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وقامت بفضه بالقوة.
فيما نفى المجلس العسكري السوداني آنذاك فض الاعتصام متعمداً، قائلاً إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ "البؤرة الإجرامية الخطرة".