قال قيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير" في السودان، الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، إن المجلس العسكري علَّق إلى أجَل غير مسمى، المحادثات مع قادة الاحتجاجات حول تشكيل الهيئة الحاكمة.
المجلس العسكري يُعلّق المفاوضات مع المعارضة السودانية
حيث قال المصدر في تصريحات لوكالة رويترز، إنه لم يتحدد موعد جديد للمحادثات، التي كان من المقرر أن يتمخض عنها اتفاق على تشكيل هيئة ستدير البلاد خلال مرحلة انتقالية حتى إجراء الانتخابات
وأفاد مراسل الأناضول بأن "قوى التغيير" أبلغت صحفيين تأجيل اجتماع كان مقرراً مع المجلس العسكري، مساء الأربعاء، إلى أجَل غير مسمى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير رشيد السيد أن "المجلس العسكري علّق المفاوضات، لقد طلبوا أن نزيل الحواجز من الطرق في مناطق من العاصمة".
من ناحية أخرى، نقلت "الأناضول" عن مصدر -قالت إنه مطَّلع- في قوى "إعلان الحرية والتغيير" بالسودان، إنهم يبحثون تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، في ظل تكرار استخدام العنف ضد المعتصمين بالعاصمة الخرطوم.
وأضاف المصدر، مشترطاً عدم نشر اسمه، أن تطورات الأوضاع في الميدان تفيد بعدم جدية المجلس في إكمال الاتفاق النهائي مع "قوى التغيير"، التي تقود الحراك الشعبي، بشأن إدارة المرحلة الانتقالية.
كان المجلس العسكري قال فجر الأربعاء، إنه اتفق مع "قوى التغيير" على جميع هياكل وصلاحيات أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، وهي المجلس السيادي، ومجلس الوزراء، والمجلس التشريعي، على أن يتم توقيع اتفاق نهائي بشأن المرحلة الانتقالية خلال 24 ساعة.
ويحاول المجلس العسكري فضَّ الاعتصام
فوفقاً للمصدر، فإن المجلس العسكري يحاول فض الاعتصام، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، وإزالة الحواجز والمتاريس، باستخدام القوة والعنف المفرط بحق مدنيين سلميين.
وأعلنت لجنة الأطباء المركزية، في بيان، إصابة 14 من المعتصمين، بينهم 7 بالرصاص، خلال محاولة قوات "الدعم السريع" (تتبع الجيش) إزالة حواجز ومتاريس، الأربعاء.
وكان مسلحون أطلقوا الرصاص على المعتصمين، الإثنين 13 مايو/أيار 2019؛ فقتلوا ستة أشخاص.
وقالت "قوى التغيير" آنذاك إن المهاجمين كانوا يرتدون زي قوات "الدعم السريع"، ويستخدمون سيارات تحمل شعارها.
في حين قالت تلك القوات إن "جهات ومجموعات تتربص بالثورة (لم تسمها)"، تقف خلف الهجوم على المعتصمين.
في حين دعت المعارضة إلى الاحتشاد بالميدان
حيث أطلقت قوى "إعلان الحرية والتغيير" نداء للجماهير بالتوجه إلى مقر الاعتصام، أمام قيادة الجيش السوداني، في العاصمة الخرطوم.
جاء ذلك على خلفية إطلاق نار في محيط مقر الاعتصام؛ أسفر عن وقوع إصابات، في واقعة هي الثانية من نوعها خلال 72 ساعة.
وقال بيان صادر عن قوى "إعلان الحرية والتغيير"، التي تقود الحراك الشعبي: "ثورتنا تتقدم تحت حماية الشعب، ولن تروعها محاولات فض الاعتصام، ومحاولات ترويع الثوار السلميين بالعنف".
وأضاف: "سنواصل، ونزيد الاحتشاد، بساحات الاعتصام أمام قيادة الجيش في الخرطوم، وغيرها من ساحات الاعتصام التي اختارتها الجماهير بمدن البلاد".
وأكد رفضه أي "محاولة لقمع الشعب في ممارسة حقه المشروع في التعبير السلمي، ونحمّل المسؤولية لأي جهة تسهم في القمع".
وتابع البيان أن "قوات تتبع للدعم السريع (تابعة للجيش) استخدمت الرصاص الحي والهرّاوات والسياط للاعتداء على الثوار؛ وهو ما أدى إلى وقوع 9 إصابات وسط المواطنين".
وأردف: "نحذر من استمرار هذه الاعتداءات، التي تشكل امتداداً لممارسات أجهزة أمن النظام السابق لا محالة وميليشياته".
وحمَّل المجلسَ العسكريَّ "المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات السافرة، وفشله في لجم ووقف هذه القوات التابعة له".
ويعتصم آلاف السودانيين، منذ 6 أبريل/نيسان 2019، أمام مقر قيادة الجيش، للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، لتسريع عملية تسليم السُّلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان 2019 ، عُمَر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاماً في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.