قال المتحدث باسم المجلس العسكري السوداني، الإثنين 13 مايو/أيار 2019، إن الجيش السوداني اتفق مع المعارضة على هياكل السُّلطة للفترة الانتقالية بالبلاد، لكنهما لم يقررا بعدُ أمَد تلك الفترة أو نِسب المشارَكة في الهيئات الانتقالية.
وكان التوازن العسكري-المدني للسُّلطة ومدة الفترة الانتقالية، من النقاط الشائكة الرئيسة في المحادثات التي تجري بين المجلس العسكري وتحالف من المحتجين وجماعات المعارضة، منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.
وقال الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري، وطه عثمان إسحاق المتحدث باسم تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" المعارض، إنه ستتم معالجة هاتين النقطتين الثلاثاء 14 مايو/أيار 2019.
المعارضة تضغط من أجل فترة انتقالية بقيادة مدنية
ويضغط المحتجون من أجل فترة انتقالية بقيادة مدنية، وواصلوا المظاهرات ضد المجلس العسكري منذ أن عزل الجيش، البشيرَ الذي يواجه حالياً عدة تحقيقات جنائية.
وقال شهود من رويترز، إن المتظاهرين أغلقوا، الإثنين، عدداً من الطرق وسط الخرطوم، في تصعيد لتحركاتهم، بعد أن استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق العشرات منهم عبر النيل في شمال الخرطوم.
ولليوم الثاني أغلق المتظاهرون شارع النيل، وهو شارع رئيس يمتد جنوب النيل الأزرق، حيث وضعوا الحجارة وفروع الأشجار التي أشعلوا فيها النيران وسط الطريق.
وأغلقت مجموعة من نحو 50 متظاهراً طريقاً صغيراً بين وزارة الصحة وجامعة الخرطوم. وحاول جنود الجيش السوداني إقناع المحتجين بفتح جزء من الشارع، ولكن دون جدوى.
وفي شمال الخرطوم أزالت الشرطة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الحواجز، وفرقت نحو 100 متظاهر كانوا قد أغلقوا طريقاً يؤدي إلى جسر الملك نمر ووسط العاصمة.
وقال شاهد من رويترز، إن الإغلاق تسبب في عرقلة حركة المرور بالعاصمة بحيث أصبحت شبه متوقفة. وقال شهود إن قوات الدعم السريع أطلقت أيضاً النار في الهواء، لتفريق المحتجين، قرب جسر النيل الأزرق.
بينما يُصرُّون على اعتصامهم أمام قيادة الجيش السوداني
يطالب المحتجون الجيش السوداني بتسليم السُّلطة إلى المدنيين سريعاً، ويعتصمون أمام وزارة الدفاع في وسط الخرطوم منذ السادس من أبريل/نيسان 2019، في الوقت الذي يتفاوض فيه الجيش مع تحالف المعارضة بشأن الفترة الانتقالية.
واستؤنفت المحادثات الإثنين، وقال الجانبان إنهما توصلا إلى اتفاق بشأن مهام وسلطات الهيئات السيادية والتنفيذية والتشريعية.
وقال كباشي: "ناقشنا هيكل السُّلطة الانتقالية، واتفقنا عليه تماماً. واتفقنا أيضاً على نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية".
وأضاف: "سنواصل غداً (الثلاثاء) مناقشة نسبة المشاركة في المستوى السيادي والنسب المختلفة للمستوى التشريعي، وسنناقش أيضاً أمر الفترة الانتقالية… وإن شاء الله سنتوافق حول هاتين النقطتين".
واتهم تجمُّع المهنيين السودانيين، الذي يقود المظاهرات، المجلس العسكري السوداني بتوسيع سلطاته، خلال فترة توقُّف المحادثات بشأن الفترة الانتقالية.
وقال التجمع، الإثنين: "الحالة الآن بالطرق العامة والجسور وداخل الأحياء تعبّر عن حالة السخط الشعبي من المماطلة واستهلاك الوقت من قِبل المجلس العسكري".
ويقول المجلس العسكري إنه لا يسعى إلى السلطة، وإنه منفتح على مزيد من الحوار.
وقالت النيابة العامة، اليوم، إنها وجهت إلى البشير وآخرين اتهامات بالاشتراك والتحريض على قتل متظاهرين.
وكان النائب العام أمر هذا الشهر (مايو/أيار 2019)، باستجواب البشير في اتهامات تتعلق بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.