اتَّهمت الولايات المتحدة، الصين، يوم الجمعة 3 مايو/أيار 2019، بوضع ما يتراوح بين مليونين إلى 3 ملايين شخص من الأقلية المسلمة (الإيغور) في "معسكرات اعتقال"، في واحدة من أقوى الإدانات الأمريكية حتى الآن لما تصفه بالاعتقالات الجماعية، التي تقوم بها الصين ضد الأقلية المسلمة من الإيغور وجماعات مسلمة أخرى.
ومن المرجح أن تؤدي التصريحات التي أدلى بها راندال شريفر، مساعد وزير الدفاع الأمريكي، المسؤول عن سياسة وزارة الدفاع بآسيا، لتوتر مع بكين، التي تشعر بحساسية إزاء الانتقاد الدولي، والتي تصف هذه الأماكن بأنها "مراكز تدريب للتعليم المهني تهدف إلى وقف خطر التطرف الإسلامي".
وقال معتقلون سابقون لوكالة رويترز، إنهم تعرَّضوا للتعذيب خلال الاستجواب في هذه المراكز، وكانوا يعيشون في زنازين مزدحمة، ويتعرَّضون لنظام يومي قاس من التلقين الحزبي الذي دفع البعض للانتحار. وتحاط بعض من هذه المنشآت المترامية الأطراف بأسلاك شائكة وأبراج مراقبة.
وقال شريفر خلال إفادة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن "الحزب الشيوعي (الصيني) يستخدم قوات الأمن لسجن المسلمين الصينيين بشكل جماعي في معسكرات اعتقال"، مقدّراً عدد المسلمين المعتقلين بأنه "يقترب من ثلاثة ملايين مواطن".
ودافع شريفر عن استخدامه لتعبير ارتبط عادة بألمانيا النازية، بوصفه ملائماً في ظلّ هذه الظروف.
وعندما سأل صحفي شريفر عن سبب استخدامه هذا التعبير، قال إن له ما يبرره "في ضوء ما نعرفه عن حجم الاعتقال وهو ما لا يقل عن مليون، ولكن من المرجح أنه يقترب من ثلاثة ملايين مواطن، من بين سكان يبلغ عددهم نحو عشرة ملايين نسمة".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "لوجود شريحة كبيرة جداً من السكان، و(في ضوء) ما يحدث هناك، وأهداف الحكومة الصينية وتصريحاتها العلنية، يصبح ذلك على ما أعتقد وصفاً ملائماً جداً". ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق.
رقابة شديدة على مسلمي الإيغور
ويعيش المسلمون في الصين في ظل رقابة شديدة من قبل السلطات، التي تستخدم تقنيات عالية الجودة والسرية للتعرف على الوجوه، لمراقبة مسلمي الإيغور الذين يعانون من اضطهاد كبير في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
وقالت الصحيفة في أبريل/نيسان الماضي، إنه وفقاً للخبراء يُعتبر هذا هو أول نموذج معروف لاستخدام حكومة الذكاء الاصطناعي عمداً في التمييز العرقي.
وتبحث تقنية التعرُّف على الوجه، التي أُدمجت في نظم شبكات كاميرات المراقبة المتنامية في الصين، فقط عن الإيغور، استناداً إلى وجوههم وسمات مظهرهم الخارجي، وتحتفظ بتسجيلات عن جميع تحركاتهم لأغراض البحث والمراجعة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية أيضاً، فإن السلطات الصينية تحتفظ بالفعل بشبكة مراقبة واسعة، من بينها إمكانية تتبّع الحمض النووي للأشخاص في إقليم شينغيانغ شمال غرب الصين، الذي يطلق عليه العديد من الإيغوريين اسم الوطن، لكن نطاق النظم الجديدة، التي لم يُبلَّغ عنها سابقاً، يمتد ليراقب العديد من الأركان الأخرى في البلد.